الديموقراطية وسيلة وليست هدفا

الديموقراطية وسيلة وليست هدفا

- ‎فيبكل حرية, واجهة
WhatsApp Image 2020 09 30 at 12.48.11 PM
إكسبريس تيفي

من بين الأمور التي ساهمت في تأزيم مسارات الانتقال نحو الديمقراطية في أعقاب ثورات 2011، هي جهل مفهوم الديموقراطية و اتخاذها كهدف بنيت عليها الكثير من الخطابات السياسية.

الواقع ان الديموقراطية ليست وصفة جاهزة و لا تعدو تكون سوى مجموعة من الأدوات للممارسة السياسية و الاجتماعية هدفها تحقيق العدالة و الرقي الاجتماعي للجميع.

من جهة اخرى الخلْط بين آليات النظام الديمقراطي وما نتوقعه من نتائج أدى الى خلق توثرات مجتمعية لان الوعود تخالف غالبا الموعد حين تهتم القوى السياسية بغاياتها الأيديولوجية دون الاهتمام بمبادئ وتفاصيل النظام الديموقراطي الذي يلائم الواقع الثقافي و الإمكانيات المتوفرة في المجتمع..

مفهوم الديمقراطية يختلف تبعاً لمكان ووقت وظروف استخدامه. وخير دليل أن الخبراء نفسهم اختلفوا في إعطاء تعريف موحد للمفهوم عبر التاريخ.

فمثلا جيم كيلكولين: يرى أنّ الديمقراطية تعني الحُكم من قِبل الشّعب نفسه، و يتناقض مع حكم الأقليات،

اما الدكتور جون هيرست: فقد اشار إلى أنّ الديمقراطية هي تمتّع المجتمع بحقّ السّيادة الكاملة.
و جوزيف شومبيتر يرى أن الديمقراطية عبارة عن نظام مؤسسيّ يهدف إلى تمكّن الأفراد من اتِّخاذ قراراتٍ سياسيّةٍ بالاعتماد على التّصويت.

احزابنا تركز على تفعيل استراتيجيات من أجل الفوز بانتخابات و لا ترى في صناديق الاقتراع أكثر مما قد يراه لاعب اليانصيب او عاشق سباقات الخيل في النتيجة.

في الحقيقة العملية ديموقراطية جدا، حسب التعريفات المستوردة من الغرب و لكنها غير منصفة نهائيا لطموح شعب بأكمله.

دون الخوض في ازليات الأحزاب و ما أسفرت عنه صناديق الاقتراع في السنوات الاخيرة، إلى اي مدى يمكننا أن نؤمن بديموقراطية نتائج صناديق الاقتراع في الضروف الحالية؟

انتخابات 2021 على الابواب، : تحديات و رهانات الاحزاب في واد و انتظارات الشعب في واد آخر.
لانه في حين ان الاحزاب تحاول الوصول الى مواقع في الحكومة القادمة، المواطن ينتظر حلولا لحياته اليومية.

التحديات معروفة فالاحزاب التزمت بها و ستعيد الالتزام. و لكن لن يتم الوفاء بالوعود.
التقدم رهين بمن سيحكم و من المحكوم. الديموقراطية في هذه الحالة لن تكون إلا وسيلة وسيطة لنيل مناصب ممن سيصل الى المقاعد.

لكي تحقق الرقي المأمول، الديموقراطية التي تناسبنا اليوم يجب أن تحين اساسياتها و طرق تطبيقها.

نحن لا نحتاج إلى سياسيين تقادمت أفكارهم بقدر ما نحن في أمس الحاجة إلى مواطن له اهتمامات عالية المستوى. مواطن عارف بما يجري، حتى يكون
تأثيره على الحكومة قويا. مواطن يبني فكره على الصالح العام. فالفهم غير السليم يُضيع الهدف، ويجعل فعل مواطنين يلغي فعل آخرين.

بناء ديموقراطيتنا يحتاج الى بناء المواطن أولا. لا معنى ولا جدوى من الديموقراطية في اختيار سياسيين لم يفهموا بعد أن الديموقراطية وسيلة و ليست هدفا.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *