يحدث في فرنسا… المخابرات الفرنسية الداخلية #DGSI تعتقل صحفية بسبب تحقيقاتها عن تورط الجيش الفرنسي في جرائم ضد الإنسانية… والمنظمات الحقوقية تعطي الدروس في النفاق والازدواجية‼️

يحدث في فرنسا… المخابرات الفرنسية الداخلية #DGSI تعتقل صحفية بسبب تحقيقاتها عن تورط الجيش الفرنسي في جرائم ضد الإنسانية… والمنظمات الحقوقية تعطي الدروس في النفاق والازدواجية‼️

- ‎فيدولي, رأي, واجهة
IMG 20230919 WA0115
إكسبريس تيفي

 

إكسبريس تيفي/✍️طارق القاسمي:

فرنسا، “بلد الأنوار”، تلك الدولة التي تدعي أنها مهد الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والصحافة وحقوق الإنسان، مخابراتها الداخلية (#DGSI) قامت اليوم الثلاثاء 19 شتنبر 2023، بمداهمة وتفتيش منزل الصحفية الاستقصائية الفرنسية Ariane Lavrilleux التي تشتغل بموقع Disclose للتحقيقات، على الساعة 6 صباحا، تم على إثرها اعتقال الصحفية وحجز كل متعلقاتها ومعداتها (حاسوب، هاتف، وثائق، ملفات،…الخ)، ومباشرة التحقيق معها بتهمة “الإضرار بأسرار الدفاع الوطني وإفشاء معلومات قد تؤدي إلى تحديد هوية عميل محمي”.

هذا المشهد ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير. ففي فرنسا، تعوّد الصحفيون، خصوصا المنتمين منهم إلى صحافة الاستقصاء، (تعودوا) اعتقالهم أو استدعاؤهم من طرف المخابرات الداخلية… والتهم دائما هي نفسها: “الإضرار بأسرار الدفاع الوطني” أو “المس بالأمن القومي للبلاد”.

هناك العشرات من الأمثلة سأتطرق لها بالتفصيل لاحقا، لكن دعوني ألفت الانتباه إلى شيء آخر، وهو ردود أفعال المنظمات الحقوقية والصحفية في فرنسا، وعلى رأسها منظمة مراسلون بلا حدود #RSF.

ما لفت انتباهي، هو أن كل ردود الأفعال الصادرة عن المنظمات الحقوقية والصحفية إلى حدود كتابة هذه الأسطر، كلها أجمعت إما على “التضامن” مع الصحفية أو “إدانة” (شكلية) لوضعها تحت تدابير الحراسة النظرية، لكن، و لا منظمة واحدة، إلى حدود الساعة، طالبت بأي شكل من الأشكال “الإفراج الفوري” عن الصحفية أو “إسقاط متابعتها” على غرار ما يفعلن في قضايا مشابهة عندما يتعلق الأمر ببلدان أخرى غير فرنسا.

عجييييب أمركم !!!!

أسفله بالصور، توثيق بسيط على سبيل المثال لا الحصر، للفرق بين طريقة تفاعل المنظمات الحقوقية والصحفية مع اعتقال الصحفيين في فرنسا وفي بلدان أخرى.

والمثير في الأمر أيضا، أن اختلاف تعاطي وتفاعل المنظمات الفرنسية مع مثل هذه القضايا، لا ينحصر فقط في المطالبة بالإفراج الفوري من عدمها، بل أصلا في اللغة المستعملة لنقل الخبر. فلا المنظمات الفرنسية ولا الإعلام الفرنسي الرسمي منه والخاص، كليهما يتعمد اختيار عبارات ومصطلحات محددة دون غيرها.

فعندما يتعلق الأمر بفرنسا، فذلك يسمى وضع تحت الحراسة النظرية (Garde à vue).

لكن عندما يتعلق الأمر ببلدان أخرى، خصوصا العربية أو الإفريقية، فذلك يسمى “اعتقال/ توقيف” (Arrestation)… يسمى “إلقاء القبض” (Interpellation)… ويسمى “احتجاز” (Détention).

وطبعا “وليدات ماماهم فرنسا” كما هي عادتهم، لا يفتحون أفواههم أبدا ولن يستطيعوا ذلك، لانتقاد الدولة الفرنسية أو مخابراتها أو قضائها، رغم أنهم يحملون الجنسية الفرنسية، ومن المفروض أن يتفاعلوا مع قضايا البلد الذي يحملون جنسيتها، بنفس الطريقة التي يتفاعلون بها مع المغرب الذي يحملون جنسيته أيضا.

لكن ومع الأسف، فأقصى ما يفعلونه أو ما يمكن أن يفعلونه هو التعبير عن تضامنهم مع المعنيين بالأمر، مثل ما قام به علي المرابط الذي يحمل الجنسية الفرنسية.

أما أن ينتفضوا في وجه “ماماهم” فرنسا… فأبدا لن يستطيعوا، ماداموا “كلابا” أوفياء لها، لا تجيد النباح إلا في وجه من تأمرهم ماماهم فرنسا بمهاجمتهم !

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *