مثال متألق للتعددية الناجحة

مثال متألق للتعددية الناجحة

- ‎فيدولي, واجهة
img 1718833744725 1
إكسبريس تيفي

اكسبريس تيفي _ متابعة

في كلمة مشتركة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وخوسيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق ورئيس وزراء البرتغال سابقا، وهو رئيس التحالف العالمي للقاحات والتحصين جافي، ومحمد ولد الغزواني رئيس جمهورية موريتانيا ورئيس الاتحاد الأفريقي، وذلك قبل شهر من اجتماع العالم حول الألعاب الأوليمبية القادمة، حيث سيجتمع قادة الحكومات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في باريس للمشاركة في المنتدى العالمي : “حماية مستقبلنا: المنتدى العالمي لسيادة اللقاحات والإبداع”. والذي تشارك في استضافته فرنسا بالنيابة عن فريق أوروبا (الذي يضم الاتحاد الأوروبي وبلدانه الأعضاء، وبنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية)، والاتحاد الأفريقي، وتحالف اللقاحات جافي، دعو الى التفاؤل بأن الشراكات الجديدة والإبداعية قادرة على تشكيل عالَـم أفضل خصوصا ضد الأوبئة والأمراض المعدية،

وجاءت الكلمة كالتالي:

يُـقـال لنا إن التعددية أصبحت في تراجع. ولكن لا يجوز لنا أن نسمح للانغلاق والتشظي بتولي أمورنا. فمن تغير المناخ وانهيار التنوع البيولوجي إلى الصراعات والتوترات الجيوسياسية والاضطرابات التي تحيق بالعالم اليوم، نعلم أن التغلب على التحديات العالمية يتطلب أشكالا متجددة ومعززة من التعاون العالمي.
ما يدعو إلى التفاؤل أن الأمر ينطوي على سبب حقيقي للتفاؤل بأن الشراكات الجديدة والإبداعية قادرة على تشكيل عالَـم أفضل. وربما لن نجد مجالا حيث سِـجِـلّ التعددية في أفضل حال والمكافآت المحتملة بالغة الضخامة، كما تكون الحال عندما نعمل معا لتحسين نتائج الصحة العالمية.
على مدار العقود العديدة الأخيرة، حفزت التعددية والتضامن والشراكة انتصارات مذهلة ضد الأمراض المعدية، فحولت حياة بعض من المجتمعات الأكثر تهميشا في العالم. على سبيل المثال، انخفض معدل الوفيات بين الأطفال على مستوى العالم إلى النصف منذ عام 2000، وكان التحصين أحد الأسباب الرئيسية وراء ذلك.
الواقع أن قِـلة من المساعي قد تكون واعدة للبشرية في السنوات المقبلة بقدر الوعد الذي تحمله جهود التحصين. لقد قادتنا اختراقات علمية إلى إنتاج لقاحات جديدة وأكثر فعالية، بما في ذلك أول لقاح للملاريا في العالم، والذي يجري طرحه حاليا في بلدان أفريقية عديدة. ويلعب الإبداع دورا أساسيا في تمكين عدد من البلدان أكبر من أي وقت مضى من إنتاج اللقاحات والوصول إليها.
في العشرين من يونيو/حزيران، قبل شهر من اجتماع العالم حول الألعاب الأوليمبية القادمة، سيجتمع قادة الحكومات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في باريس للمشاركة في “حماية مستقبلنا: المنتدى العالمي لسيادة اللقاحات والإبداع”. يجسد الاجتماع، الذي تشارك في استضافته فرنسا بالنيابة عن فريق أوروبا (الذي يضم الاتحاد الأوروبي وبلدانه الأعضاء، وبنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية)، والاتحاد الأفريقي، وتحالف اللقاحات جافي، روح التضامن التي تكمن وراء هذه الإنجازات.
في حين تعاني نصف أفريقيا حاليا من فاشية جديدة لوباء الكوليرا، الذي أصبح متوطنا في المنطقة كنتيجة مباشرة لتغير المناخ، فإن هذا يمثل دليلا آخر، بعد كوفيد-19، يؤكد على الحاجة إلى إمدادات أكثر قابلية للتنبؤ بها ويمكن الوصول إليها من اللقاحات للعالم النامي.
يتوخى المنتدى تحديد بداية عصر جديد للتحصين والمساواة حيث يضع التحالف العالمي للقاحات والتحصين جافي خطته لحماية أعداد أكبر من الأطفال ضد عدد من الأمراض أكبر من أي وقت مضى. الآن وقد أصبح في عامه الخامس والعشرين، طَـعَّـمَ التحالف بالفعل أكثر من مليار طفل في البلدان الأدنى دخلا ــ التي تمثل ثُـمـن البشرية. وعلى طول الطريق، ساهم في منع ملايين الوفيات، وإطلاق العنان لمئات المليارات من الدولارات في هيئة فوائد اقتصادية، وساعد في منع فاشيات أمراض جديدة وأمراض عادت إلى الظهور، والاستجابة لها.
في المستقبل، نتوقع أن تلعب اللقاحات دورا أكبر في الإبقاء علينا جميعا سالمين (يجري الآن في المملكة المتحدة اختبار لقاح ضد سرطان القولون) ومساعدة البلدان على التطور والنمو. تلعب اللقاحات دورا مهما في الحد من خطر مقاومة المضادات الحيوية، وعندما يتعلق الأمر بمساعدة البلدان على التكيف مع تغير المناخ، فإنها توفر الحماية ضد فاشيات الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والأمراض التي ينقلها البعوض مثل الملاريا والحمى الصفراء، وجميعها من الممكن أن تندلع بسبب الفيضانات، وموجات الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة.
تعني سيادة اللقاح مساعدة البلدان على تولي ملكية استراتيجياتها الوطنية، فضلا عن منحها الوسائل اللازمة لتمكينها من الوصول إلى اللقاحات التي تحتاج إليها، وخاصة في أوقات الأزمات وانقطاعات سلاسل التوريد العالمية، كتلك التي شهدناها أثناء جائحة كوفيد-19. يتمثل أحد مواطن القوة الفريدة التي يتمتع بها نموذج جافي في أنه مستدام بحكم تصميمه، حيث يعمل على تجميع الطلب لتأمين أسعار معقولة في حين يُـطالِـب البلدان بالمساهمة بشكل أكبر في تغطية التكلفة مع ارتفاع دخولها الوطنية.
حتى وقتنا هذا، سجلت اقتصادات 19 دولة مستويات نمو جعلتها تنتقل إلى فئة لا تحتاج إلى الدعم من جافي وتدفع الآن التكاليف الكاملة لبرامج اللقاحات الوطنية. على مدار السنوات الخمس المقبلة، ستقدم البلدان المدعومة من جافي أكبر استثمار لها على الإطلاق في التحصين، حيث ستدفع أكثر من 40% من تكاليف لقاحاتها الروتينية.
تعني سيادة اللقاح أيضا القدرة على الوصول إلى إمدادات آمنة من اللقاحات. وقد سلطت الجائحة الضوء على الظلم المتأصل وانعدام الكفاءة بسبب تركيز إنتاج اللقاح في قِـلة من البلدان، وهو ما انعكس في التأخير الطويل في الوصول إلى البلدان والقارات التي كانت محرومة من النظام البيئي للتصنيع.
جاء تصميم مُـسَـرِّع تصنيع اللقاحات الأفريقي (AVMA)، وهو عبارة عن آلية تمويل بقيمة مليار دولار، والتي من المنتظر إطلاقها أيضا في باريس لإعادة التوازن إلى هذا النظام البيئي من خلال تحفيز ظهور قدرة تصنيع قوية للقاحات في أفريقيا، والتي تنتج حاليا 2% فقط من اللقاحات التي تستخدمها. وسوف يؤكد مسرع تصنيع اللقاحات على تمويل اللقاحات التي ينقص المعروض منها حاليا، مثل اللقاحات ضد الكوليرا والإيبولا. وهذا يتفق مع أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، التي تُـفـصِـح عن إمكانية تحقيق هدف ضمان صحة وازدهار سكان أفريقيا من خلال البحث والتطوير والابتكار. وهذا تطور مفيد للعالم، لأن لا أحد في مأمن حتى يصبح الجميع آمنين.
في عالم يبدو منقسما في كثير من الأحيان، يشكل منتدى حماية مستقبلنا فرصة للاحتفال بالتأثير العالمي غير المسبوق المترتب على التحصين، وفي عموم الأمر، الإمكانات غير المستغلة للتضامن العالمي والشراكة. سوف نكون هناك جنبا إلى جنب مع رؤساء الدول من مختلف أنحاء العالم لإظهار دعمنا الثابت لبرنامج جافي الطموح والجهود التي يبذلها لجمع الأموال التي يحتاج إليها لتوفير مستقبل أكثر صحة وازدهارا من خلال جعل الجيل الحالي “الجيل الأكثر حصانة في التاريخ”.

ترجمة: إبراهيم محمد علي Translated by: Ibrahim M. Ali
www.project-syndicate.org

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *