مسرحية قصر المرادية .. الديمقراطية في إجازة صيفية

مسرحية قصر المرادية .. الديمقراطية في إجازة صيفية

- ‎فيدولي, واجهة
img 1721035924762
إكسبريس تيفي

باحدة عبد الرزاق

في مشهد سياسي يبعث على الضحك إن لم يكن على البكاء، قررت لويزة حنون، زعيمة حزب العمال الجزائري، أن ترمي المنشفة وتنسحب من سباق الرئاسة. السبب؟ أدركت أنها ليست سوى أرنب سباق في حلبة يسيطر عليها العسكر، الذين لا يرون في عبد المجيد تبون سوى دمية يتلاعبون بها للبقاء في سدة الحكم.

في ظل هذا الوضع المأساوي، أعلنت وسائل الإعلام العالمية، عقب إعلان تبون نيته الترشح لولاية ثانية، أنه هو الأوفر حظًا للفوز. وليس هذا لأنه يمتلك برنامجًا انتخابيًا قويًا أو قاعدة شعبية واسعة، بل ببساطة لأنه لا يوجد منافسون حقيقيون يستطيعون الوقوف في وجهه. وتوقيت الانتخابات، الذي اختير بشكل استراتيجي في فصل الصيف الحار، يضمن مشاركة منخفضة من الناخبين الذين يفضلون الاستمتاع بإجازاتهم على التصويت في انتخابات محسومة سلفًا.

مجلة “بلومبيرغ” الأمريكية لم تفوت الفرصة لتسخر من هذا المشهد، حيث توقعت أن الانتخابات المقررة في السابع من سبتمبر ستكون فارغة من المحتوى الديمقراطي الحقيقي، وأن تبون هو الفائز الأكيد، ليس بفضل شعبيته بل بفضل خطط الجيش لإجهاض أي محاولات من المعارضة لشن تحد جدي. فريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، أشار إلى أن تقديم موعد الانتخابات هو “وسيلة لإحباط أي محاولات محتملة من جانب مرشحي المعارضة، وكذلك لمنع أي مناورة من قبل الفصائل العسكرية”.

لويزة حنون، التي انسحبت بخطوة تكتيكية بناء على إشارة من الجيش، لم تفوت الفرصة لإلقاء اللوم على السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، متهمة إياها بـ”الفشل التام” في تسيير عملية جمع التواقيع. وأضافت أن المشاكل السياسية تفاقمت بسبب توقيت الحملة الانتخابية في منتصف غشت، في ذروة الحرارة، مما يجعل من الانتخابات مجرد إجراء شكلي يفاقم من حالة التشكيك والنفور الشعبي.

في الختام، يبدو أن المشهد السياسي في الجزائر لا يزال مليئًا بالمفارقات الساخرة. انتخابات بلا منافسة، ومرشحون ينسحبون تحت ضغط الجيش، ومواطنون يفضلون الاستجمام على المشاركة في مسرحية ديمقراطية هزلية. فهنيئًا للجزائريين بهذا العرض المسرحي الذي يجسد بكل إتقان كيف تكون الديمقراطية في بلاد العسكر.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *