في تحول مفاجئ وغير متوقع، أعلن رئيس بنغلادش محمد شهاب الدين، الأربعاء، عن تعيين محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام، رئيسا للحكومة المؤقتة في البلاد.
ويأتي هذا الإعلان عقب سلسلة من الاحتجاجات العنيفة التي أدت إلى استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة وهروبها إلى الخارج، فضلا عن حل البرلمان في خطوة تمهّد لإجراء انتخابات جديدة.
وشهدت بنغلادش في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الاحتجاجات التي تصاعدت بشكل كبير، مما أجبر رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على مغادرة البلاد، حيث بدأت الاحتجاجات في يوليو الماضي، وكانت قد نبعث من اعتراضات على نظام الحصص الوظيفية في القطاع العام، الذي اعتبره المحتجون وسيلة لتوظيف حلفاء الحزب الحاكم، ومع تزايد وثيرة المظاهرات، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 432، وفقا لوكالة فرانس برس، مما زاد من تعقيد الوضع.
محمد يونس، المعروف بلقب “مصرفي الفقراء” لدوره في تأسيس بنك غرامين الذي يقدم قروضا صغيرة للفقراء، سيشرف على إدارة الحكومة الانتقالية،
ويعتبر يونس شخصية بارزة في مكافحة الفقر وله تاريخ طويل في تقديم المساعدة للمحتاجين من خلال نموذج قروضه الصغيرة التي ساهمت في تحسين حياة الملايين.
كان يونس، الذي يتواجد حاليا في أوروبا، معارضا قويا للشيخة حسينة، وسيرأس الحكومة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات الجديدة. يرى يونس استقالة حسينة بمثابة “استقلال ثان” للبلاد، مشبها إياه بتحرر بنغلادش من الاستعمار.
تشكيل الحكومة برئاسة محمد يونس هي فرصة لإحداث تغييرات هامة في بنغلادش، حيث يأمل المواطنون والمجتمع الدولي في أن تؤدي هذه الفترة الانتقالية إلى إصلاحات حقيقية ونظام سياسي أكثر استقرارا وشفافية،
ومع بدء الحكومة المؤقتة في العمل، سيكون على يونس وفريقه معالجة الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن.
بينما يشهد العالم تحول بنغلادش نحو مرحلة جديدة من تاريخها السياسي، تظل الأنظار مركزة على كيفية تعامل الحكومة الجديدة مع التحديات القائمة وكيفية تحقيق استقرار دائم وشامل في البلاد.