فرنسا تدرس الاحتفاظ بالمرجل الأولمبي في سماء باريس بعد الأولمبياد

فرنسا تدرس الاحتفاظ بالمرجل الأولمبي في سماء باريس بعد الأولمبياد

- ‎فيدولي, رياضة, واجهة
WhatsApp Image 2024 08 07 at 16.26.52
إكسبريس تيفي

متابعة

أضحى المرجل الأولمبي، الذي يضيء سماء العاصمة الفرنسية كل مساء منذ افتتاح الألعاب الأولمبية الصيفية، في زمن قصير، واحدا من أكثر المواقع زيارة من قبل السياح والباريسيين على حد سواء.

ويثير هذا المرجل العملاق، الذي تتوسطه كرة ضخمة، الإعجاب لدرجة أن مسؤولي المدينة والحكومة يدرسون إمكانية الحفاظ عليه ليصبح واحدا من رموز العاصمة، بعد أن كان رمزا لأولمبياد باريس 2024.

وهذا ما أشارت إليه عمدة باريس، آن هيدالغو، التي أكدت رغبتها في العمل على هذه الإمكانية، في حين يرى رئيس الوزراء المكلف بتصريف الأعمال، غابرييل أتال، أنها “فكرة جميلة جدا”، دون أن يلتزم بها.

وأمام هذا الحماس، ظل الرئيس إيمانويل ماكرون واقعيا حيث صرح لوسائل الإعلام: “سوف ننظر في كل ذلك في الوقت المناسب مع التحليلات التقنية، وإمكانيات التنفيذ (…) لأنه يجب الحفاظ على المناظر التاريخية لباريس”.

ومع اعترافه بأن المرجل “يثير أحلام الكثيرين اليوم”، أكد ماكرون أن “كل ما يمكننا فعله للحفاظ على جمال المدينة على المدى الطويل هو شيء يجب التفكير فيه”، ولكن في الوقت الحالي “يجب أن نعيش هذه الألعاب بشكل كامل”.

وفي اليوم التالي لحفل الافتتاح، الذي شهد لأول مرة في تاريخ الألعاب تحليق الشعلة الأولمبية لتضيء بدون وقود سماء باريس، احتشدت حدائق التويلري الشهيرة بعشرات الآلاف من الزوار من جميع أنحاء العالم لمشاهدة هذه التحفة، التي تم تثبيتها بالقرب من نهر السين، بمحاذاة متحف اللوفر وهرمه، ومسلة الأقصر التي تقع بساحة الكونكورد، وشارع الشانزليزيه الذي يهيمن عليه قوس النصر.

وتم وضع المرجل الأولمبي على الأرض خلال النهار، ويقلع كل يوم عند غروب الشمس في سماء باريس. وجرى تصميمه من قبل المصمم الفرنسي، ماتيو لاهانور، كنوع من مناطيد الجيل الجديد يحمل معه حلقة من النار.

وكل يوم خلال الأولمبياد، يمكن لـ10 آلاف شخص الاقتراب من المرجل، بمعدل 300 دخول كل ربع ساعة، وفقا للمنظمين. وتستقبل حدائق التويلري الزوار من الساعة 11 صباحا حتى الساعة 7 مساء.

وبتصميم مبتكر للغاية، يعكس المرجل الأولمبي ثلاثة أجسام باللون المعدني “نتيجة مزيج من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية”.

ويؤكد المنظمون أن هذا الصرح، الذي يحمل حلقة نار “كهربائية بنسبة 100 بالمئة”، هو أيضا إنجاز تقني. وتقول شركة الكهرباء الوطنية إنها حققت “إنجازا بضمان توصيل تدفقات الكهرباء والماء على ارتفاع 60 مترا عن الأرض، عندما يكون المرجل محلقا”.

وفي إطار شراكتها مع باريس 2024، توفر شركة الكهرباء الوطنية كهرباء متجددة بنسبة 100 بالمئة ومنتجة في فرنسا لتغذية مواقع الألعاب، بما في ذلك المرجل الأولمبي.

وذكرت صحيفة “تليغراف” البريطانية أن النار في الشعلة كانت عبارة عن 40 مصباحا تعمل بالكهرباء، و200 فوهة من رذاذ الماء عالي الضغط والذي يعطي صورة توحي بأنه لهب، لكنه ليس كذلك.

وقال توني استانجيه، رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024: “أردنا أن يستخدم المرجل تقنية جديدة حتى لا ينتج الكثير من الانبعاثات”، مضيفا “كنا طموحين وأردنا الجمع بين شيء مذهل ومسؤولية بيئية في نفس الوقت”.

وأضاف استانجيه: “خلال النهار، يتم تثبيت الشعلة والبالون في حديقة التويلري، مما يسمح لـ 10000 زائر من حاملي التذاكر بمشاهدتها عن قرب، وعند حلول الليل، يرتفع البالون في الهواء مرة أخرى”.

ومن جانبه، قال مصمم الشعلة ماثيو ليهانور: “هذا المرجل الفريد من نوعه خفيف وسحري، سيكون بمثابة منارة في الليل وشمس في متناول اليد أثناء النهار، ستكون النار التي تحترق فيه مصنوعة من الضوء والماء، مثل واحة باردة في الصيف”.

ومع ذلك، فإن الافتقار إلى شعلة حقيقية قد يكون مخيبا لآمال البعض، فقبل أشهر من كل دورة ألعاب، يتم إشعال الشعلة في موقع الألعاب الأولمبية القديمة في أوليمبيا باليونان، باستخدام ضوء الشمس ومرآة، ثم يتم نقلها عبر المشاعل في تتابع قبل وصولها نحو نهاية مراسم الافتتاح واستخدامها لإشعال مرجل يحترق طوال مدة الحدث قبل إطفائه أثناء حفل الختام.

وأوضح متحدث باسم أولمبياد باريس 2024: “بالنسبة للتقليد الأولمبي، فإن رمز الشعلة التي لا تنطفئ قبل نهاية الألعاب هو المهم فقط”.

وتابع: “نظرا لخصوصية مرجلنا والتكنولوجيات المستخدمة، سنظل نحتفظ بفانوس مضاء في المنطقة المجاورة مباشرة للمرجل لينال إعجاب الجمهور”.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *