باحدة عبد الرزاق
تتصاعد التوترات في الشرق الأوسط على نحو متسارع بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على الأراضي الإيرانية. يشير ثلاثة من كبار المسؤولين الإيرانيين إلى أن السبيل الوحيد الذي قد يؤدي إلى تأجيل رد إيران المباشر على إسرائيل هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال المحادثات المأمولة هذا الأسبوع. ووفقًا لمسؤول أمني كبير في إيران، فإن بلاده وحلفاءها، مثل حزب الله اللبناني، سيشنون هجومًا مباشرًا إذا فشلت المحادثات أو شعرت إيران بأن إسرائيل تماطل.
إيران لم تحدد مهلة واضحة لتحقيق تقدم في المفاوضات قبل أن ترد. ومع تزايد خطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط عقب مقتل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، انخرطت إيران في حوار مكثف مع الدول الغربية والولايات المتحدة حول كيفية الرد على إسرائيل وحجمه. الولايات المتحدة تسعى، عبر حلفائها، لإقناع إيران بخفض التصعيد، فيما تجري بعض الدول في المنطقة محادثات مع طهران لتجنب التصعيد قبل بدء محادثات وقف إطلاق النار في غزة التي من المقرر أن تنطلق يوم الخميس في مصر أو قطر.
وفي ظل هذه المعطيات، أعربت إيران عن أملها في أن يكون ردها في الوقت المناسب وبطريقة لا تضر بأي وقف محتمل لإطلاق النار، وفق ما ذكرته بعثتها لدى الأمم المتحدة. العديد من المراقبين في إسرائيل يرون أن الرد الإيراني وشيك، خاصة بعد تصريح الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي بأن إيران “ستعاقب بشدة” إسرائيل على اغتيال هنية في طهران.
مائير ليتفاك، الباحث في مركز الدراسات الإيرانية بجامعة تل أبيب، يرى أن إيران ستحرص على وضع مصالحها قبل مساعدة حلفائها، مشيرًا إلى أنها ترغب في تجنب حرب شاملة، على الرغم من أن الهجوم يبدو محتملاً ولا مفر منه تقريبًا. في المقابل، يعتقد المحلل الإيراني سعيد ليلاز أن زعماء طهران يسعون الآن لوقف إطلاق النار في غزة لتحقيق مكاسب سياسية وتجنب اندلاع حرب شاملة، مع تعزيز مكانة إيران في المنطقة.
إيران، التي لم يسبق لها المشاركة في عملية السلام في غزة، تدرس إرسال ممثل لها إلى محادثات وقف إطلاق النار، وهو ما سيكون خطوة غير مسبوقة منذ بدء الحرب. هذا الممثل لن يحضر الاجتماعات بشكل مباشر، لكنه سيشارك في المحادثات التي تجري خلف الكواليس، مما يعزز قناة التواصل الدبلوماسي مع الولايات المتحدة خلال المفاوضات.
على الرغم من ذلك، تظل إيران متمسكة بنواياها في الرد على إسرائيل، حيث تشير مصادر مقربة من حزب الله اللبناني إلى أن طهران ستعطي المفاوضات فرصة لكنها لن تتخلى عن نواياها. في حالة التوصل إلى وقف إطلاق النار، قد تكتفي إيران برد فعل رمزي أو محدود.