الديكتاتورية التبونية: قمع الأصوات الحرة بالجزائر وحرق القبائل لإسكات الحقيقة!

الديكتاتورية التبونية: قمع الأصوات الحرة بالجزائر وحرق القبائل لإسكات الحقيقة!

- ‎فيدولي, واجهة
تبون
إكسبريس تيفي

في ظل ادعاء النظام الجزائري الدفاع عن حقوق الشعوب في تقرير المصير، نجد أن الواقع على الأرض يكشف عن وجه آخر لهذا النظام، وجه قائم على القمع والاضطهاد الوحشي ضد سكان منطقة القبائل التي تتوق للانعتاق من ديكتاتورية الكابرانات. هذه المنطقة التي طالما عرفت بمقاومتها وصمودها، تجد نفسها اليوم محاصرة بأساليب قمعية لا تليق بنظام يدعي التقدم والحرية.

لقد وصلت الجرأة بالنظام العسكري إلى حد استخدام الطائرات لإشعال الحرائق في غابات القبائل، في محاولة لإرهاب السكان وترهيبهم حسب ما وثقته عدة كاميرات لمواطنين، مما أثار استنكارا واسعا من قبل رئيس جمهورية القبائل، السيد فرحات مهني، الذي اتهم النظام بافتعال هذه الحرائق بهدف إسكات الأصوات الحرة التي ترفض الانصياع للإملاءات العسكرية.

إن اعتقال 21 قياديا من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، يوم 20 غشت الجاري في بجاية، يظهر بوضوح الطبيعة الحقيقية لهذا النظام الذي يستخدم القوة لإبقاء قبضته على السلطة. ورغم أن هذه الاعتقالات تأتي في سياق قمعي معروف، إلا أنها تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وتعبيرا واضحا عن رفض النظام لأي شكل من أشكال المعارضة.

بيان حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية كان واضحًا في إدانته لهذه الممارسات، مؤكدا أن النظام يسعى لإدامة الديكتاتورية من خلال قمع الأصوات الحرة. إن استغلال النظام لهذه الذكرى التاريخية لقمع المعارضين يظهر إلى أي مدى يذهب النظام في تشويه القيم النبيلة للنضال والمقاومة.

هذه الاعتقالات لم تقتصر على حزب التجمع فقط، بل طالت أيضا أعضاء من جبهة القوى الاشتراكية، في إشارة واضحة إلى أن النظام لا يتحمل أي شكل من أشكال المعارضة، حتى لو كانت من داخل صفوفه. إن استخدام يوسف أوشيش كأداة لشرعنة الانتخابات الرئاسية المقبلة، يظهر مدى انتهازية النظام، ومحاولاته اليائسة لكسب التأييد.

القمع الذي يتعرض له سكان القبائل، بدءا من منع الاحتفال بذكرى مؤتمر الصومام، وصولا إلى اعتقال الشخصيات البارزة مثل كريم طابو، يعكس مدى خوف النظام من التاريخ ومن القوة الكامنة في الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري. إن هذا القمع المستمر يظهر ضعف النظام وفقدانه للشرعية، ما سيدفع سكان القبائل إلى المزيد من التمرد والرفض لهذه السياسات الظالمة.

يبدو أن النظام الجزائري، الذي طالما افتقر إلى الشرعية، يحاول البقاء في السلطة من خلال قمع كل صوت معارض، في محاولة بائسة لإسكات التاريخ، ولكن هذا التاريخ سيظل شاهدا على جرائمه وانتهاكاته.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *