متابعة
تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج، الخميس، بتوفير تمويل جديد لإفريقيا بقيمة 51 مليار دولار، تتضمن استثمارات صينية وقروض، ودعم 30 مشروعاً للبنية التحتية في مختلف أنحاء القارة الغنية بالموارد، كما وعد بخلق مليون فرصة عمل على الأقل، كما أشار إلى أن بلاده ستطلق مناورات عسكرية مع دول القارة الإفريقية، ودوريات مشتركة بين الصين وإفريقيا، فضلاً عن تقديم مليار يوان (نحو 140 مليون دولار) كمعونة عسكرية لدول القارة.
وفي خطاب رئيسي ألقاه خلال مراسم افتتاح قمة منتدى التعاون “الصيني – الإفريقي” (فوكاك) لعام 2024، وعد شي وفود أكثر من 50 دولة إفريقية، بأن الاقتصاد الصيني، الذي يبلغ حجمه 19 تريليون دولار، سيعمل من جانب واحد على تحسين وصول التجارة الإفريقية إلى سوقه.
وستحدد القمة التي تعقد في بكين هذا العام، أجندة العمل لمدة 3 سنوات للعلاقات بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والقارة الأسرع نمواً في العالم.
وأعرب الرئيس الصيني عن استعداد بكين لتنفيذ 30 مشروعاً لربط البنية التحتية في إفريقيا، وإنشاء شبكة “صينية إفريقية” برية وبحرية، مشيراً إلى أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والقارة الأسرع نمواً سيخلقان أهدافا مشتركة للتنمية الخضراء.
وأضاف: “نحن على استعداد للمساعدة في تطوير منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وتعزيز التعاون اللوجيستي والمالي بما يعود بالنفع على التنمية عبر مختلف المناطق في إفريقيا”.
وأعلن أن الصين ستقدم 360 مليار يوان (50.72 مليار دولار) كمساعدات مالية للدول الإفريقية، سيتم صرف 210 مليارات منها عبر خطوط ائتمان وما لا يقل عن 70 ملياراً في استثمارات جديدة من قبل شركات صينية، مع مبالغ أصغر للمساعدات العسكرية والمشروعات الأخرى.
تعميق التعاون مع إفريقيا
وقال شي أمام الوفود في قمة “فوكاك” إن “الصين مستعدة لتعميق التعاون مع إفريقيا في الصناعة والزراعة والبنية الأساسية والتجارة والاستثمار”.
ودعا إلى “شبكة صينية إفريقية” تتميز بروابط برية وبحرية وتنمية منسقة، كما طالب الشركات الصينية بالعودة إلى القارة التي يبلغ عدد سكانها نحو مليار نسمة، بعد رفع قيود فيروس كورونا التي عطلت خطط الشركات الصينية.
في العام الماضي، وافقت الصين على قروض بقيمة 4.61 مليار دولار لإفريقيا، في أول زيادة سنوية منذ عام 2016.
تضع قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي، التي تعقد هذا العام في العاصمة الصينية، برنامجاً مدته 3 سنوات للصين، وكل دولة إفريقية باستثناء مملكة إسواتيني، التي تحتفظ بعلاقات مع تايوان.
وأضاف شي، أنه بالإضافة إلى 30 مشروعاً لربط البنية الأساسية، “فإن الصين مستعدة لإطلاق 30 مشروعاً للطاقة النظيفة في إفريقيا”، وعرض التعاون في مجال التكنولوجيا النووية ومعالجة عجز الطاقة الذي أدى إلى تأخير جهود التصنيع.
لكن الرئيس الصيني لم يكرر تعهده في منتدى 2021 في داكار، بأن تشتري الصين العملاقة الآسيوية، سلعاً إفريقية بقيمة 300 مليار دولار، وتعهد فقط بتوسيع نطاق الوصول إلى السوق من جانب واحد.
ويقول محللون إن القواعد المتعلقة بصحة النباتات التي تفرضها بكين للوصول إلى السوق صارمة للغاية، ما يجعل الصين غير قادرة على الوفاء بهذا الوعد.
وأضاف شي: “نحن مستعدون للمساعدة في تطوير منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وتعميق التعاون اللوجيستي والمالي لصالح التنمية عبر الإقليمية في إفريقيا”.
مليون فرصة عمل
وأشار الرئيس الصيني إلى أن بكين تسعى للعمل مع إفريقيا، لتنفيذ 10 خطط عمل للشراكة، لدفع التحديث بشكل مشترك في السنوات الثلاث المقبلة، لافتاً إلى أن ثلث سكان العالم يعيشون في الصين وإفريقيا، وأنه لن يكون هناك تحديث عالمي بدون تحديث الصين وإفريقيا.
ووعد الرئيس الصيني خلال كلمته، بأن بكين ستساعد إفريقيا على خلق ما لا يقل عن مليون فرصة عمل، مضيفاً: “سنوفر فرصة جديدة لإفريقيا لتحقيق حلمها بالتحديث، “على طريق التحديث لا يمكن ترك بلد واحد خلفه”.
وأضاف: “الصين على استعداد للترويج بعمق للتعليم المهني الإفريقي في المستقبل، والبناء المشترك لكلية تكنولوجيا الهندسة”، مشيراً إلى الصين ستنشئ 500 مشروع خيري في إفريقيا.
وقال الرئيس الصيني، إن بكين ستطلق تدريبات ودوريات عسكرية مشتركة بين الصين وإفريقيا، مضيفاً: “سنقدم مليار يوان (نحو 140 مليون دولار) معونة عسكرية لإفريقيا”.
ودعا الرئيس الصيني، إلى إنشاء “رابطة المستشفيات الصينية الإفريقية، وإنشاء مركز طبي مشترك، وإطلاق 20 مشروعاً طبياً وصحياً في دول إفريقيا”، معرباً عن استعداد بلاده لتقديم كل المساعدة الممكنة لمكافحة الأوبئة في إفريقيا.
وأردف: “ستقدم الصين مليار يوان (نحو 140 مليون دولار) للمساعدة الغذائية الطارئة لإفريقيا”.
كما تحدث الرئيس شي جين بينج، عن إنشاء 30 مشروعاً رقمياً نموذجياً لتعزيز الثورة التكنولوجية في إفريقيا، وخطط لـ”إنشاء دائرة توسيع سلسلة التوريد مع إفريقيا، وتعزيز القدرة على إثراء إفريقيا”.
وقال إن الصين على استعداد للتوقيع على اتفاق إطاري للتعاون التجاري مع البلدان الإفريقية، لتوفير الاستقرار الطويل الأجل للعلاقات التجارية، وكذلك توسيع نطاق الوصول إلى الأسواق من جانب واحد.
أهداف إنمائية خضراء
وأكد شي جين بينج في كلمته في افتتاح القمة، استعداد الصين لوضع أهداف إنمائية خضراء مع إفريقيا، وتشجيع الانتقال العالمي المنخفض الكربون، مضيفاً: “سيشجع بصورة مشتركة التحديث الصديق للبيئة؛ التنمية الخضراء هدف واضح للتحديث”.
كما أبدى استعداد الصين للعمل بنشاط على تعزيز تنمية الموارد البشرية، وتخفيف حدة الفقر والتعاون في مجال العمالة مع إفريقيا، وأن تصبح معاً نموذجاً للتنمية العالمية.
وأضاف أن الصين تسعى لتعزيز وتبادل الخبرات في مجال الحكم مع إفريقيا، استناداً إلى احتياجات كل بلد في مجال التحديث، لافتاً إلى أهمية تعميق التعاون في مجالات الصناعة والزراعة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار مع إفريقيا.
التنافس الجيوسياسي على المعادن
من جانبه شدد رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، الخميس، في بكين، على أن التنافس على المعادن الأساسية يؤجج التنافس الجيوسياسي مما يثير تحديات “تشعر بها الدول الإفريقية بشكل أكبر”.
وأضاف رامابوزا، خلال كلمته في قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي التي تستضيفها بكين هذا الأسبوع بمشاركة قيادات 50 دولة إفريقية، أن المنتدى “يعكس رغبتنا المشتركة في التحديث والتنمية والتقدم في القارة الإفريقية”.
ولم تعد الصين تقدم للدول الإفريقية مشاريع بنية تحتية كبيرة مثل الطرق والسكك الحديدية والموانئ فحسب، بل تزودها بمنتجات التكنولوجيا الفائقة مثل شبكات اتصالات 4G و5G، ومساحة الأقمار الاصطناعية، والألواح الشمسية، والمركبات الكهربائية.
وحققت الصين أكثر من 250 مليار دولار من التجارة مع الدول الإفريقية في عام 2023. وكانت تستورد بشكل رئيسي المواد الخام مثل النفط والمعادن، وتصدر بشكل رئيسي السلع المصنعة.
واستثمرت الصين 5 مليارات دولار في الاقتصادات الإفريقية، وذلك بشكل أساسي لبناء خطوط نقل جديدة ومنشآت للطاقة، واستغلال المناجم. وكسبت الشركات الصينية ما يقرب من 40 مليار دولار في عام 2022 من هذه المشروعات. ووفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، هناك 3000 شركة صينية في إفريقيا حالياً.
ولدى الصين أيضاً 134 مليار دولار من القروض غير المسددة مع الدول الإفريقية، من الأموال التي أقرضتها لها من أجل التنمية. فهي تحمل ما يقرب من 20 في المئة من إجمالي ديون البلدان الإفريقية.