لوموند الفرنسية: الإنتخابات الجزائرية أبانت عن فجوة عميقة بين النظام والشعب

لوموند الفرنسية: الإنتخابات الجزائرية أبانت عن فجوة عميقة بين النظام والشعب

- ‎فيدولي, واجهة
تبون
إكسبريس تيفي

في سياق متابعة تداعيات الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي جرت في 7 سبتمبر، تواصل وسائل الإعلام الفرنسية تناول التفاصيل المتعلقة بالنتائج التي أسفرت عن إعادة انتخاب عبد المجيد تبون لولاية ثانية، في سيناريو وصفته الصحف الفرنسية بأنه هزلي ومثير للسخرية. وقد كان من اللافت ذلك البيان المشترك الذي وقعه المرشحون الثلاثة، بمن فيهم مرشح المؤسسة العسكرية، حيث انتقدوا نتائج الانتخابات وشككوا في مصداقيتها وأرقامها.

وفي افتتاحيتها الصادرة يوم الثلاثاء، أشارت صحيفة “لوموند” إلى وجود فجوة ملحوظة بين الشعب والنظام في الجزائر، والتي تجلت بوضوح في نسبة المشاركة الضعيفة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وأكدت الصحيفة أن تبون، الذي يعتبره البعض “نتاجا خالصا للنظام”، قد فاز بولاية ثانية رغم كونه قد شغل عدة مناصب قبل الحراك الشعبي الجزائري.

وأكدت الصحيفة الفرنسية أن الانتخابات كانت من المفترض أن تعيد النظام إلى مساره الصحيح، لكنها بدلا من ذلك رسخت استمرار النظام القائم، الذي خرج من الحراك السلمي في الفترة ما بين 2019 و2020 وهو في حالة ضعف.

ورغم النسبة المرتفعة التي حصل عليها تبون، والتي تصل إلى حوالي 95%، وهو ما يذكر بالنسب التي كانت تسجل في الأنظمة السوفياتية السابقة، فإن الصحيفة اعتبرت أن هذه النسبة لا تكفي لإخفاء هشاشة العملية الانتخابية، خصوصا بعد ظهور الشكوك حول نتائجها عند إعلانها.

كما أشارت “لوموند” إلى التناقض بين الأرقام المعلنة، حيث زعمت اللجنة الانتخابية أن نسبة المشاركة تجاوزت 48%، في حين أن الأصوات التي تم الإعلان عنها تمثل فقط 23% من مجموع الناخبين، وهو ما يشير إلى تراجع كبير مقارنة بنسبة المصوتين في انتخابات 2019.

هذا التراجع في عدد المشاركين يعكس، حسب الصحيفة، عدم رغبة الشعب في دعم عملية انتخابية محسومة مسبقا، مما يتناقض مع الرواية الرسمية التي تدعي “الوحدة” حول قائد قادر على قيادة البلاد نحو المستقبل.

على الرغم من هذه الشكوك والتساؤلات، تقول الصحيفة، فإن التهاني التي تلقاها تبون، بما في ذلك من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تشير إلى تجاهل تلك الشكوك. وتوقع “لوموند” أن يضاعف ماكرون جهوده نحو تحسين العلاقات مع تبون في ظل التوتر المتصاعد بين باريس والجزائر، بسبب دعم فرنسا للمغرب في قضية الصحراء الغربية.

وفي هذا السياق، شنت وسائل الإعلام الجزائرية حملة واسعة ضد الصحافة الفرنسية، مدعية أنها تحاول تشويه العملية الانتخابية من خلال تقارير “زائفة”. ولم ترد الجزائر رسميًا على رسالة التهنئة التي بعثها ماكرون، رغم أن ناطقًا رسميًا كشف عنها.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *