تفاقمت الأزمة الإنسانية في مخيمات تندوف مع تسلل شبح العطش إليها، في ظل أزمة مائية خانقة تعصف بالجزائر منذ أشهر. هذا الوضع المتردي كشف عن معاناة جديدة تضاف إلى سجل المآسي التي يعيشها المحتجزون تحت إشراف كبرانات الجزائر وبتنفيذ ميليشيات إبراهيم غالي.
وسط تعتيم إعلامي كثيف، تصاعدت حدة الصراع على قطرات الماء الشحيحة، مما أدى إلى توترات خطيرة بين السكان وقيادات الرابوني. وارتفعت أصوات الاحتجاج من مختلف فئات المجتمع داخل المخيمات، منددة بسياسة التمييز والمحسوبية في توزيع المياه.
اتهامات خطيرة وجهت لقيادات البوليساريو بتحويل مسار شاحنات المياه نحو مساكن الزعماء وذويهم، متجاهلين بذلك الاحتياجات الأساسية للمحتجزين. هذه الممارسات أججت نار الغضب وعمقت الهوة بين السكان والقيادة.
في خضم هذا الوضع المأساوي، تعالت النداءات الملحة لتدخل دولي عاجل لمعالجة أزمة المياه في مخيمات تندوف. المطالب تركزت على ضمان توزيع عادل للمياه وتعزيز الرقابة الدولية على الأوضاع الإنسانية، للتأكد من وصول المساعدات إلى مستحقيها دون تمييز أو محاباة.
هذه الأزمة سلطت الضوء مجددا على ضرورة إيجاد حل جذري وإنساني لمعاناة المحتجزين في تندوف، وكشفت عن الحاجة الملحة لتدخل المجتمع الدولي لضمان حقوقهم الأساسية في الحياة الكريمة.