باحدة عبد الرزاق
انضم الشاب الصحراوي “هماد محمد عينة” إلى صفوف المعارضين لقيادة جبهة البوليساريو داخل مخيمات تندوف. وفي خطوة جريئة غير مسبوقة، وجه نداء مباشرا إلى جلالة الملك محمد السادس، مستغيثا به لإنقاذه وعائلته مما وصفه بالظلم والاضطهاد والحرمان من الحقوق الأساسية.
وحسب منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي من داخل مخيمات تندوف، كان “هماد” في السابق من الموالين لجبهة البوليساريو، حيث استخدمته الجبهة كأداة لخدمة أجندتها داخل وخارج المخيمات. لكنه قرر مؤخرا الانقلاب على هذه القيادة، مسلطا الضوء على واقع المخيمات دون تحفظ. طالب بإصلاح الأوضاع ومكافحة الفساد المستشري، موجها انتقادات لاذعة لقيادة البوليساريو، بما فيها زعيمها إبراهيم غالي وحاشيته.
نتيجة لمواقفه الجريئة، تعرض “هماد” لحملة استهداف شرسة. شملت الإجراءات ضده قطع مصدر رزقه، وضع العراقيل في طريقه، سرقة ممتلكاته، وتلفيق قضايا قانونية ضده بهدف إسكات صوته. وصل الأمر في النهاية إلى سجنه.
رغم كل هذه الضغوطات، ظل “هماد” صامدا في مواجهة القيادة وأنصارها. استخدم وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج المراسلة الفورية لفضح ممارساتهم. وصلت محاولات إسكاته إلى حد منعه من السفر خارج المخيمات، خوفا من أن يصبح صوتا معارضا قويا في المحافل الدولية. فرضت عليه الإقامة الجبرية تحت مسمى “السجن مع وقف التنفيذ”.
في نداء عممه على معارفه وأصدقائه داخل وخارج المخيمات، شكا “هماد” من أوضاعه المزرية وما يتعرض له من ظلم وتهميش، حتى من قبل أقاربه. طالب قيادة البوليساريو بالسماح له بمغادرة المخيمات إلى أوروبا عبر إسبانيا، كما تفعل مع مؤيديها. هدد بأنه إذا لم تتم الاستجابة لطلبه، فسيوجه نداء استغاثة مباشرا إلى الملك محمد السادس من داخل مخيمات تندوف.
يعتبر مجرد الإعلان عن هذه النية خطوة تصعيدية خطيرة قد تعرض حياته للخطر، ليس فقط من قبل البوليساريو، بل أيضا من النظام الجزائري. يخشى المراقبون أن تكون خطوة “هماد” مصدر إلهام لباقي سكان المخيمات الذين يعانون من البؤس والظلم ويتوقون للحرية.
في ضوء هذه التطورات، يوجه كاتب المقال دعوة علنية لحماية “هماد محمد عينة”، وتسليط الضوء على قضيته. يقترح تشكيل لجنة دولية لمتابعة ملفه وضمان سلامته، والعمل على إخراجه وعائلته بأمان من مخيمات تندوف التي أصبحت، حسب وصفه، مكانا خطرا على حياته وبيئة معادية له.