متابعة
استطاعت منظمة الأمم المتحدة تعبئة 22.7 مليار دولار خلال سنة 2023، من أجل مساعدة السكان المتضررين من الأزمات السياسية والإنسانية في العديد من بلدان ومناطق العالم.
وأشار التقرير السنوي لأعمال المنظمة متعددة الأطراف، الذي صدر في نيويورك قبيل انعقاد الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة (24-30 شتنبر)، إلى أن هذا المبلغ مكن من تمويل برامج حيوية، لاسيما في أفغانستان والسودان واليمن، وكذا المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية، من قبيل تركيا وسوريا وإندونيسيا.
وأورد التقرير عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قوله: «في عام 2023، قمنا مع شركائنا في الميدان بتنسيق خطط الاستجابة الإنسانية لمصلحة 245 مليون شخص في 74 بلدا وإقليما، وقدمنا المساعدة اللازمة لإنقاذ أرواح الناس وتوفير الحماية لما يقرب من 160 مليون شخص ممن هم في حاجة ماسة إليها».
وأشار التقرير إلى أن العام الماضي شهد مقتل أكبر عدد من موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني، مجددا التأكيد، في الآن ذاته، على التزام موظفي المنظة الأممية بالوقوف إلى جانب أشد الناس ضعفا في العالم، الذين تقطعت بهم السبل في حالات الطوارئ الإنسانية.
من جانب آخر، سجل التقرير أن صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام خصص أزيد من 200 مليون دولار لأنشطة في 36 بلدا وإقليما، مع التركيز على تعزيز المساواة بين الجنسين، مضيفا أن الشراكات مع المنظمات الإقليمية، من قبيل الاتحاد الإفريقي، ساهمت في تعزيز الخطط الوطنية لمنع نشوب النزاعات.
في السياق ذاته، أبرزت المنظمة الدولية أنها ساهمت في تيسير مباحثات السلام، ودعم جهود بناء الدول وحماية المدنيين عبر العالم، لاسيما في السودان. كما أشرفت في مالي على إدارة الانسحاب المنظم لأكثر من 13 ألف من أفراد بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي.
وعلى الرغم من السياق المتسم بتنامي الأزمات العالمية، لاسيما ارتفاع معدلات الفقر وحالة الطوارئ المناخية، جددت الأمم المتحدة، في هذا التقرير، التزامها بالنهوض بالسلام وبالدفع بعجلة التنمية المستدامة وتخفيف المعاناة الإنسانية.
وفي هذا الإطار، تراهن المنظمة الأممية على قمة المستقبل، المقرر عقدها يومي الأحد والاثنين المقبلين بنيويورك، لتعزيز قضية السلام في العالم، من خلال عمل متعدد الأطراف «أقوى وأكثر فعالية».
ويلتئم في إطار هذا الحدث رفيع المستوى، الذي ينعقد حول موضوع: «حلول متعددة الأطراف من أجل مستقبل أفضل»، قادة دول وحكومات، بهدف تحفيز التعاون الدولي من أجل عالم أكثر أمانا واستدامة وعدلا.
وستعرف القمة المصادقة على «ميثاق المستقبل»، الذي يطمح إلى الدفع بالتعاون العالمي، والتكيف بفعالية مع التحديات الحالية بما يعود بالنفع على الجميع وعلى الأجيال القادمة.
