أوضاع كارثية بمخيمات تندوف جراء أمطار عاصفية اجتاحت المنطقة

أوضاع كارثية بمخيمات تندوف جراء أمطار عاصفية اجتاحت المنطقة

- ‎فيدولي, واجهة
مخيمات تندوف
إكسبريس تيفي

باحدة عبد الرزاق

تشهد مخيمات تندوف حالة من الاستياء العميق بين سكانها، وذلك في أعقاب الأوضاع المأساوية التي تعيشها المنطقة للأسبوع الثاني على التوالي. هذا الوضع نتج عن الأمطار الغزيرة التي تسببت في خسائر مادية فادحة، وما زاد الطين بلة هو الموقف السلبي لجبهة البوليساريو في التعامل مع احتياجات السكان الملحة.

في محاولة للتنصل من مسؤولياتها الأخلاقية تجاه السكان، اكتفت جبهة البوليساريو بإبلاغ المنظمات الدولية المعتمدة في الجزائر، مثل مفوضية شؤون اللاجئين ومنظمة اليونيسف، عن الوضع المأساوي والخسائر المادية. وقد قام وفد يمثل هذه المنظمات بزيارة المخيمات لتقييم الوضع على أرض الواقع.

يبدو أن جبهة البوليساريو قد اتخذت موقف المتفرج إزاء هذه الأزمة الإنسانية، بل وتسعى لاستغلالها لتحقيق مكاسب خاصة. فقد أبلغت المنظمات الدولية عن تلف كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية بسبب الأمطار الغزيرة، وذلك على ما يبدو بهدف الحصول على مزيد من المساعدات والهبات. ومن المؤسف أن هناك مخاوف من أن تنتهي هذه المساعدات الجديدة إلى الاختلاس من قبل القيادة وإعادة بيعها في الأسواق الموريتانية والأفريقية، كما حدث في مناسبات سابقة.

تواجه المنظمات الدولية، سواء الحكومية أو غير الحكومية، تحديا كبيرا في وضع حد لهذا الاستغلال غير الأخلاقي للأزمة الإنسانية من قبل قيادة البوليساريو. وقد بدأت الجبهة بالفعل في التمهيد لذلك من خلال إعلان ما يسمى بـ “ولاية الداخلة” منطقة منكوبة، ونشر صور مأساوية لظروف الإيواء فيها، مع تقديم أرقام مبالغ فيها عن النزوح نحو الصحراء. كما وجهت الهلال الأحمر التابع لها لطلب المساعدة الدولية.

في خضم هذه الأزمة، يبرز تناقض صارخ بين معاناة المحتجزين في المخيمات وبين ما يزعم من إثراء قيادات الانفصال وبعض الجنرالات الجزائريين على حساب الوضع الإنساني المتردي للسكان. هذا الوضع يثير تساؤلات جادة حول مدى نزاهة إدارة المساعدات الإنسانية وحقيقة الأوضاع في مخيمات تندوف.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *