تكشف الهجمة الأخيرة للإعلام الجزائري عن مستوى جديد من النفاق والتضليل، حيث سخر جهوده لاستغلال تصريحات اللاعب المغربي حكيم زياش بشكل انتقائي، متجاهلا في الوقت نفسه فضيحة مدوية تورط فيها النظام الجزائري نفسه بتوقيع شراكة مع شركة داعمة بقوة لإسرائيل.
فقد انشغلت الأبواق الاعلامية للكابرانات بنشر مئات المقالات والتقارير حول تعليقات زياش على الأوضاع في فلسطين، مستغلة بشكل متعمد انتقاداته لبعض الدول، بما فيها المغرب، في محاولة مكشوفة لتشويه صورة المملكة وإثارة الرأي العام العربي ضدها.
بينما كان الإعلام الجزائري منشغلا بتضخيم تصريحات زياش، تجاهل عن عمد فضيحة أكبر بكثير: توقيع النظام الجزائري عقدا مع شركة أمريكية للوبي بقيمة 720 ألف دولار سنويا. والأكثر إثارة للسخرية أن هذه الشركة، “BGR Group”، معروفة بارتباطاتها الوثيقة مع إسرائيل.
هذا التناقض الصارخ يفضح زيف شعارات النظام الجزائري المتكررة عن دعم القضية الفلسطينية. فبينما يدعي الوقوف مع فلسطين “ظالمة أو مظلومة”، يتعاقد سرا مع شركة تدعم إسرائيل علنا.
وقد علق الناشط السياسي الجزائري شوقي بن زهرة على هذه الازدواجية قائلا إنه بدلا من استغلال كلمات عاطفية من لاعب مقيم في تركيا – التي لديها تبادلات تجارية ضخمة مع إسرائيل – كان من الأجدر بالإعلام الجزائري الرد على هذه الصفقة التي فضحت زيف شعارات النظام.
من خلال هذه الهجمة الغبية، يتضح أن الإعلام الجزائري ليس سوى أداة في يد النظام العسكري، يستخدمها بشكل أعمى لخدمة أجنداته، وتوجيه الرأي العام الجزائري ضد المغرب، متجاهلا أي مبادئ للمصداقية أو الموضوعية. فبدلا من مواجهة الحقائق المزعجة عن تصرفات نظامه، يفضل الانشغال بمهاجمة الآخرين وتضليل الرأي العام، في مشهد يعكس حالة البؤس الإعلامي والسياسي التي وصلت إليها الجزائر تحت حكم العسكر.