الأمطار الغزيرة بمخيمات تندوف تفضح استغلال قادة البوليساريو للمساعدات

الأمطار الغزيرة بمخيمات تندوف تفضح استغلال قادة البوليساريو للمساعدات

- ‎فيدولي, واجهة
مخيمات العار
إكسبريس تيفي

شهدت مخيمات تندوف، وخاصة مخيم الداخلة، مؤخرا فيضانات عارمة نتيجة الأمطار الغزيرة. هذه الكارثة الطبيعية كشفت عن واقع مرير يعيشه سكان المخيمات، وعن استراتيجية مثيرة للجدل تتبعها جبهة البوليساريو.

فور وقوع الكارثة، سارع ما يسمى بـ “الهلال الأحمر الصحراوي” إلى مناشدة المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية. لكن هذا النداء يخفي وراءه حقيقة مظلمة، حسب مصادر مطلعة.

يقول محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان: “إن مناشدة المنظمات الدولية والمانحين تفضح استغلال الكوارث الطبيعية من طرف الجبهة الانفصالية”. ويضيف أن هذا الاستغلال يهدف إلى “النهب الممنهج للمساعدات الإنسانية”.

وتشير تقارير دولية عديدة إلى أن المساعدات التي تصل إلى المخيمات لا تذهب بالضرورة إلى مستحقيها. بل يتم توجيهها من قبل مسؤولي الجبهة والجيش الجزائري إلى وجهات أخرى، بما في ذلك بيعها في الأسواق الإفريقية.

هذا الواقع يكشف التناقض الصارخ بين الشعارات التي ترفعها البوليساريو حول دعم “الصحراويين” والواقع المرير الذي يعيشه سكان المخيمات. فبعد مرور نصف قرن على إنشاء هذه المخيمات، لا يزال قاطنوها يعيشون في ظروف هشة، عرضة للكوارث الطبيعية وسوء الإدارة.

ويؤكد مصدر مطلع أن “البوليساريو تحقق مكاسب مادية كبيرة من كوارث المخيمات من خلال استجداء المساعدات الإنسانية”. وبدلا من استخدام هذه المساعدات لتحسين الظروف المعيشية للسكان، يتم توظيفها لخدمة مصالح قادة الجبهة.

وتزداد المأساة عمقًا مع غياب الدور الفعال للجزائر، البلد المستضيف، في تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين. فبدلاً من توفير الخدمات الأساسية والبنية التحتية اللازمة، تكتفي الجزائر بتوزيع بعض المساعدات البسيطة على المتضررين، تاركة المجال مفتوحًا أمام البوليساريو للتحكم في مصير السكان.

في النهاية، تبقى معاناة سكان مخيمات تندوف مستمرة، محاصرين بين إهمال الدولة المستضيفة واستغلال قيادات البوليساريو. وفي كل مرة تحل فيها كارثة طبيعية، تتجدد دورة الاستغلال، حيث تتحول مآسي المحتجزين إلى فرصة للحصول على مساعدات قد لا تصل أبدا إلى مستحقيها الحقيقيين.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *