جزائريون بينهم قاصرون يتحدون الموت ويصلون إلى سبتة هروبا من جحيم ثالث اقتصادات العالم

جزائريون بينهم قاصرون يتحدون الموت ويصلون إلى سبتة هروبا من جحيم ثالث اقتصادات العالم

- ‎فيدولي, واجهة
0
حراقة جزائريون
إكسبريس تيفي

باحدة عبد الرزاق

في الوقت الذي يهاجم فيه إعلام “الكابرانات” المغرب مستغلا ملف الهجرة السرية، أفادت وسائل إعلام إسبانية أن 16 مهاجرا غير نظامي، معظمهم من الجنسية الجزائرية، نجحوا في الوصول إلى مدينة سبتة المحتلة، صباح أمس الاثنين. هذا الحدث يأتي رغم التعزيزات الأمنية المكثفة التي فرضتها السلطات المغربية والإسبانية لمنع أي محاولات اقتحام جماعي محتملة.

ووفقا لوكالة “إيفي” الإسبانية، كان من بين المهاجرين طفلان قاصران. وقد تم تقديم المساعدة الطبية للجميع من قبل الصليب الأحمر، حيث تبين أنهم بصحة جيدة، قبل نقلهم في مركبات رسمية.

وأشارت صحيفة “إل فارو دي سبتة” إلى أن المهاجرين وصلوا سباحة إلى منطقة سارشال في المدينة. كما ذكرت الصحيفة أن 10 أشخاص آخرين من الجنسية الجزائرية تمكنوا من الوصول إلى سبتة يوم الأحد، وتم إنقاذهم من قبل قوات الحرس المدني الإسباني.

هذه الحوادث تكشف عن واقع مؤلم يتجاوز الخطاب الرسمي والدعاية الإعلامية. فبينما تحاول بعض الأصوات في الجزائر إلصاق ظاهرة الهجرة غير النظامية بالمغرب حصرا، يظهر الواقع صورة مختلفة تماما. إذ يبدو أن الجزائريين من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، بمن فيهم الشباب والنساء وحتى الأطفال، يلجؤون إلى ما يعرف محليا بـ”الحريگ” كوسيلة للهروب من واقع اقتصادي واجتماعي قاس.

هذه الظاهرة تعكس أزمة عميقة في المجتمع الجزائري، حيث يواجه الكثيرون تحديات البطالة والفقر وانعدام الآفاق المستقبلية. وفي مفارقة صارخة، تحدث هذه الأزمة في بلد غني بموارده الطبيعية من نفط وغاز ومعادن، مما يثير تساؤلات جدية حول إدارة هذه الموارد وتوزيع الثروة.

وفي حين يركز الإعلام الرسمي الجزائري على توجيه الانتقادات للدول المجاورة، فإن استمرار تدفق المهاجرين الجزائريين يشير إلى ضرورة مواجهة التحديات الداخلية بشكل جاد وشامل. فالحلول الأمنية وحدها، رغم أهميتها، لا تكفي لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة.

إن هذه الأحداث تدعو إلى مراجعة شاملة للسياسات الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر، مع التركيز على خلق فرص حقيقية للشباب وإعادة الأمل في مستقبل يمكن بناؤه داخل الوطن. كما تسلط الضوء على ضرورة تبني خطاب إعلامي أكثر شفافية وموضوعية، يعالج التحديات الداخلية بدلا من الانشغال بتوجيه الاتهامات للخارج.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *