تستمر مآسي الهجرة السرية في البحر الابيض المتوسط، فقد لقي 12 مهاجرا تونسيا مصرعهم أمس الاثنين، بينما تم إنقاذ 29 آخرين بعد غرق قارب كان يقلهم قبالة سواحل جزيرة جربة في جنوب شرق تونس، وفق ما صرح به المتحدث باسم المحكمة في مدنين، فتحي البكوش، لوكالة “فرانس برس”. وأفاد البكوش بأنه تم انتشال 12 جثة، تشمل خمسة رجال وثلاثة أطفال رضع وأربع نساء، فيما تتواصل الأبحاث لمعرفة العدد الدقيق للمهاجرين الذين كانوا على متن القارب الذي انطلق من جزيرة جربة. وقد تم فتح تحقيق في الحادثة.
من جهته، أوضح خفر السواحل التونسي في بيان أصدره اليوم أن السلطات تلقت إشعارا في الصباح يفيد بوصول أربعة أشخاص من البحر بعد محاولة هجرة غير شرعية. وعلى الفور، توجهت الوحدات المختصة إلى الموقع لتقديم المساعدة، واكتشفت أن الحادثة تعود إلى غرق قارب كان يحمل مجموعة من المهاجرين التونسيين والأجانب.
تعد تونس، إلى جانب ليبيا، نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الراغبين في عبور البحر الأبيض المتوسط نحو إيطاليا، حيث تفصل أقرب السواحل الإيطالية مسافة تقدر بنحو 150 كيلومترا عن السواحل التونسية.
في وقت سابق من الأسبوع، انتشل خفر السواحل التونسي جثث 13 مهاجرا آخرين من جنسيات إفريقيا جنوب الصحراء قبالة السواحل الشرقية لتونس. وتشير إحصائيات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى أن أكثر من 1300 مهاجر لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال عام 2023 إثر غرق قواربهم قبالة السواحل التونسية.
وبحسب وزارة الداخلية التونسية، غرق 103 قوارب منذ بداية العام حتى منتصف مايو، فيما ذكر الحرس الوطني أنه اعترض أو أنقذ 21545 مهاجراً خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 22.5% مقارنة بالعام السابق.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن أكثر من ثلاثين ألف مهاجر لقوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط خلال السنوات العشر الأخيرة، بما في ذلك أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر في العام الماضي فقط.