في الوقت الذي يعد فيه الرئيس تبون ببناء مستشفيات في غزة خلال أيام، يتجاهل بشكل مخز أزمة المواطنين في جنوب بلاده. هذا التناقض الفاضح يكشف حجم ازدراء النظام لمواطنيه، خاصة سكان الجنوب الأغنياء بالموارد والمهمشين في الخدمات. ليست هذه الأزمة الأولى، فقد سبقتها تفشيات وبائية خطيرة كالكوليرا في 2019، مما يدحض مزاعم تبون حول جودة المنظومة الصحية الجزائرية. الواقع المرير يكشف هشاشة النظام الصحي وعجزه عن حماية المواطنين.
تشير التقارير إلى فرض حجر صحي شامل على ولايات الجنوب، في محاولة متأخرة لاحتواء الكارثة. هذا الإجراء المتسرع يعكس تخبط النظام وفشله في التعامل مع الأزمة منذ بدايتها. يتضح جليا أن النظام الجزائري منشغل بتلميع صورته الخارجية على حساب صحة وحياة مواطنيه. هذا الفشل الذريع يستدعي مساءلة جادة ومحاسبة حقيقية للمسؤولين عن هذا الإهمال القاتل الذي يودي بحياة الجزائريين، بينما تهدر موارد البلاد على مشاريع وهمية وشعارات فارغة.