كشفت صحيفة “أتاليار” الإسبانية عن الدور الريادي الذي يقوم به المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، في تعزيز التعاون الإفريقي عبر سلسلة من المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى إيجاد حلول ملموسة للتحديات التي تواجه القارة، خصوصًا في مجالي الأمن والتنمية الاقتصادية.
من أبرز هذه المبادرات، المبادرة الملكية الأطلسية، التي تسعى إلى فتح آفاق جديدة لبلدان الساحل الإفريقي من خلال تسهيل وصولها إلى المحيط الأطلسي، الأمر الذي يساهم في تعزيز التبادل الاقتصادي وتحقيق التكامل الإقليمي. وتعد هذه المبادرة خطوة طموحة تهدف إلى كسر العزلة التي تعاني منها دول الساحل مثل موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد والسنغال، وهي دول تشهد اضطرابات أمنية بسبب انتشار الجماعات الإرهابية في المنطقة.
الصحيفة الإسبانية أشارت إلى أن المبادرة الملكية تأتي في وقت حاسم، حيث أن استقرار منطقة الساحل يعد جزءا لا يتجزأ من استقرار القارة الإفريقية ككل. وأبرزت أن تسهيل الوصول إلى المحيط الأطلسي من شأنه أن يوفر فرصا اقتصادية جديدة، ويجذب استثمارات تسهم في تحقيق الازدهار لهذه البلدان المتضررة، ما يساهم بدوره في تعزيز استقرار المنطقة.
وفي هذا السياق، نقلت “أتاليار” تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، خلال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أكد أن المغرب يسعى، من خلال هذه المبادرات، إلى توحيد صفوف الدول الإفريقية وتمكينها من الحديث بصوت واحد على الساحة الدولية. وأضاف بوريطة أن رؤية جلالة الملك محمد السادس تعتمد على مبدأ “التنمية المشتركة”، حيث يعرض المغرب خبراته وتجربته المتنوعة في عدة مجالات على باقي دول القارة، خاصة في مجالات الهجرة، الأمن، والتكامل الاقتصادي.
هذا التوجه الملكي يؤكد التزام المغرب بالعمل من أجل مستقبل أفضل للقارة الإفريقية، حيث يساهم في تقديم حلول محلية للتحديات الإقليمية، وبناء شراكات طويلة الأمد تعزز الاستقرار والازدهار في مختلف أنحاء القارة.