في الوقت الذي يبذل فيه النظام الجزائري الغالي والنفيس لدعم مرتزقة البوليساريو وتمويل الأطروحة الانفصالية، يعاني الشعب الجزائري من طوابير الذل المتكررة، وسط حرمان مستمر من أساسيات الحياة اليومية. نظام “القوة الضاربة”، كما يسميه أتباعه، يكشف عن هشاشته الحقيقية مع استمرار المواطنين في الوقوف بطوابير طويلة لاقتناء أبسط المواد، وآخرها قوارير الغاز، في بلد يعتبر من أكبر مصدري هذه المادة الحيوية في العالم.
في صور متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من ولاية تمنراست (تنمغست)، وهي منطقة غنية بالغاز والبترول، يظهر مواطنون يصطفون في طوابير طويلة للحصول على قوارير الغاز. هذا المشهد الصادم لفت انتباه العديد من الصفحات المحلية التي انتقدت الوضع تحت عناوين مثل “أزمة قوارير الغاز”، مشيرة إلى فشل النظام العسكري في توفير احتياجات المواطنين، رغم الثروات الهائلة التي تتمتع بها البلاد.
إحدى الصفحات استنكرت الوضع قائلة: “ولاية الطوابير الطويلة وولايات الأزمات… هذا هو حال تمنراست”، مؤكدة أن الأزمة ليست فقط في المواد الغذائية كالحليب والزيت، ولكن وصلت إلى حد الوقوف للحصول على قنينة غاز في بلد يسبح فوق بحر من الغاز والبترول.
الطوابير التي يشهدها الجزائريون اليوم هي وصمة عار على نظام يسخر موارده لدعم جماعات انفصالية ويغدق الأموال على مرتزقة البوليساريو في محاولة لزعزعة استقرار المنطقة، بينما يعيش المواطن الجزائري في معاناة يومية لا تنتهي. وبالنظر إلى مشاهد الطوابير، يتساءل الكثيرون كيف يمكن لنظام يدعي “القوة الضاربة” أن يسخر من المملكة المغربية التي، رغم عدم تصديرها للغاز، تظل بعيدة عن هذا النوع من الأزمات.