نجيبة جلال
في موقف يتكرر بشكل يبعث على الاستغراب، جددت جمهورية إيران عداءها السافر تجاه الوحدة الترابية للمملكة المغربية، معلنة دعمها العلني لمؤيدي الانفصال في شمال إفريقيا. فقد أبدت مندوبة إيران خلال كلمتها أمام اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، دعمها لـ”حق شعب الصحراء في تقرير المصير”، داعية الأمم المتحدة إلى وقف ما وصفته بـ”استغلال الثروات الطبيعية في الصحراء”.
لم يكن هذا الإعلان بغريب، إذ استمر النظام الإيراني في استثمار الأزمات الإقليمية لتعزيز نفوذه. ولكن ما يثير الدهشة هو الصمت المطبق، بل وأحيانًا الإشادة الصريحة من بعض الأصوات المحلية التي لطالما ادعت الدفاع عن السيادة الوطنية.
حميد المهداوي، الصحفي المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل، وعزيز غالي، الحقوقي الذي يرفع شعارات العدل والحرية، بل وحتى عبد الإله بنكيران، الذي يتباهى بوطنيته في كل مناسبة، يجدون أنفسهم في موقع يتطلب منهم إدانة هذه المواقف العدائية، لكنهم يختارون في المقابل الإشادة بالدور الإيراني أو السكوت عن هذه التهديدات الموجهة إلى المغرب. فكيف يمكن تفسير هذا الصمت الغريب؟
إن القضية ليست مجرد موقف دبلوماسي مبهم أو تصريح عابر، بل تتعلق بتحدٍ صارخ للوحدة الترابية للمملكة، وهي مسألة لا تقبل الجدال. لماذا إذن يكتفي هؤلاء بالصمت أو حتى بالإشادة بشخصيات مثل “باربرا” أو دول تعتبر العدو الأول للاستقرار الإقليمي؟
هل الوطنية مجرد شعارات تُرفع عندما تكون الظروف مواتية؟ أم أن هناك مصالح شخصية أو أجندات خفية تحكم مواقف هؤلاء؟ إن صمتهم أو إشادتهم في هذه المواقف لا يعدو كونه تناقضًا صارخًا يتطلب تفسيرًا دقيقًا.