نجيبة جلال
تحت عنوان مثير، نشرت وكالة الأنباء الإيرانية خبرا حول حادثة قذف موكب الملك محمد السادس بالزجاجات الحارقة من طرف شاب مغربي يبلغ من العمر 24 عاما، ووصفته بأنه احتجاج على تطبيع المغرب لعلاقاته مع إسرائيل. لكن عند التمعن في هذا الخبر، نجد أنه استند إلى تدوينات جزائرية مشبوهة، تهدف إلى تحوير الوقائع وتسييسها بأسلوب مضلل.
في الحقيقة، النيابة العامة بمدينة الرباط كانت واضحة في بيانها حول الحادثة. الشاب، الذي تم توقيفه من طرف الشرطة القضائية، تبين أنه مختل عقليا ويعيش في أوهام تتعلق بنسبه الشريف المزعوم. الحادثة لم تكن مدفوعة بأي دوافع سياسية أو احتجاجات على التطبيع، وإنما تعكس حالة فردية لشخص يعاني من اضطرابات نفسية.
هذا الأسلوب الذي تنتهجه وسائل الإعلام الإيرانية، والذي يعتمد على تزييف الحقائق وتهويل الأحداث، ليس غريبا على من يتابع تحركات إيران في المنطقة. فالدولة التي ثبت تورطها في دعم جبهة البوليساريو ضد المغرب تسعى دائما إلى خلق أزمات وتأجيج التوترات الإقليمية عبر قنواتها الإعلامية أو وكلائها.
من هذا المنطلق، من الضروري توجيه تحذير للأصوات الداخلية في المغرب التي تدافع عن إيران وتتبنى خطابها. لأن هذه الجهات، بدلا من أن تكون صوتا للوحدة الوطنية، تفتح الأبواب لتأثيرات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد وتشويه صورة مؤسساتها.
يجب على الجميع أن يكونوا يقظين أمام هذه المحاولات، وأن يعتمدوا على المعلومات الرسمية والمصادر الموثوقة، بدلًا من الانجرار وراء الحملات المضللة التي تهدف إلى تأجيج الأوضاع وزرع الفتن.