فضيحة مدوية.. قبل أن تغتاله إسرائيل تبون رفض لجوء الرجل الثاني في القسام

فضيحة مدوية.. قبل أن تغتاله إسرائيل تبون رفض لجوء الرجل الثاني في القسام

- ‎فيدولي, واجهة
تبون الكذاااب
إكسبريس تيفي

باحدة عبد الرزاق

فضيحة جديدة تضاف إلى سلسلة التناقضات التي ترافق مسيرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث تجلت بشكل صارخ ازدواجية خطابه بشأن القضية الفلسطينية. في الوقت الذي يتغنى فيه بشعار “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، كشفت الحقائق أن هذا الشعار لا يتجاوز كونه وسيلة دعائية لاستمالة مشاعر الشعب الجزائري ومحاولة لعب دور البطل أمام الرأي العام، بينما في الكواليس، الأمور تسير عكس ذلك تماما.

في مطلع عام 2024، وعلى خلفية التوترات في غزة، كانت هناك محاولات مكثفة لمنح اللجوء لبعض قيادات حركة حماس إلى دول عربية آمنة، كجزء من الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار. وبينما كانت الجزائر، تحت قيادة المؤسسة العسكرية، مستعدة للعب هذا الدور الإنساني، ظهر تبون ليعرقل هذه الخطوة الحاسمة. فقد كشف موقع “مغرب أنتلجنس” أن تبون رفض رسميا منح اللجوء لمروان عيسى، الرجل الثاني في كتائب القسام، والذي يعد أحد أهم قيادات حماس. هذا القرار جاء بالرغم من موافقة رئيس الأركان السعيد شنقريحة والمخابرات الجزائرية، اللذين أبديا استعدادهما لاستقبال وحماية هذا القيادي الفلسطيني.

جبريل الرجوب، الذي قاد المفاوضات باسم السلطة الفلسطينية، حاول بشتى الطرق إقناع السلطات الجزائرية، إلا أن تبون أصر على رفضه، متحججا بعدم استعداده للمجازفة بعلاقاته مع الولايات المتحدة. تبون، الذي طالما تحدث عن دعمه غير المشروط لفلسطين، أظهر في هذه اللحظة أن طموحاته السياسية والبحث عن دعم القوى العظمى كانا لهما الأولوية. وكانت النتيجة هي اغتيال مروان عيسى على يد إسرائيل في مارس 2024، بعد أن خذله النظام الجزائري.

ما يجعل هذه الفضيحة أشد وقعا هو أنها ليست الأولى من نوعها. فتبون لم يتردد في السابق في إبرام صفقات مع شركات أمريكية تدعم إسرائيل، كما استقبل رئيسة الهند التي عبرت علنا عن تأييدها للحكومة الإسرائيلية. هذا التناقض يفضح بوضوح ازدواجية الرئيس الجزائري، الذي يتخذ من القضية الفلسطينية غطاء لتحقيق مكاسب شخصية، دون أي التزام حقيقي بدعمها.

تبون، الذي يحاول تقديم نفسه كمدافع شرس عن حقوق الفلسطينيين، اختار في هذه المرة الوقوف ضد مصلحة الشعب الفلسطيني، مخترعا لنفسه ذريعة واهية تتعلق بالعلاقات الدولية. وبينما تواصل إسرائيل عدوانها، يبقى السؤال: كيف يمكن للرئيس الجزائري أن يدعي دعم القضية الفلسطينية، بينما يرفض منح اللجوء لمن قد يكون إنقاذا لأرواح قياداتها؟

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *