الشطحات العسكرية للنظام الجزائري تعكس ارتباك الكابرانات وفشلهم الذريع

الشطحات العسكرية للنظام الجزائري تعكس ارتباك الكابرانات وفشلهم الذريع

- ‎فيدولي, واجهة
شطحات العسكر الجزائري
إكسبريس تيفي

تطور جديد يعكس حالة الارتباك التي يعيشها النظام العسكري الجزائري، أقدمت الجزائر على نشر قوات كبيرة ومعدات عسكرية ثقيلة قرب منطقة تندوف، التي تعد معقلا لجبهة البوليساريو. هذه الخطوة، التي تم الكشف عنها من قبل صحيفة إيطالية، تأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية الناتجة عن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. يبدو أن هذا التحرك العسكري الجزائري ليس سوى محاولة يائسة للضغط على الأمم المتحدة، بعد سلسلة من الهزائم الدبلوماسية التي مني بها النظام الجزائري على الصعيد الدولي، خاصة في الأمم المتحدة التي تقترب من دعم نهائي للمقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

مجلة “الجيش الوطني الشعبي الجزائري” لم تترك مجالا للشك في نوايا الجزائر العدائية، حيث كشفت في عددها الأخير عن استعدادات لوجستية مكثفة بمنطقة بشار، القريبة من الحدود المغربية، مشيرة إلى الاستعداد لخوض “حرب شديدة الشدة”، تعكس مدى الانهيار السياسي الذي وصل إليه النظام العسكري الجزائري. هذه الاستعدادات ليست فقط محاولة للظهور بمظهر القوة، ولكنها تأتي كرد فعل متوقع بعد النجاحات الكبيرة التي حققها المغرب على المستوى الدولي في تعزيز موقفه بشأن الصحراء المغربية، ونجاحه في الحصول على دعم واسع لمقترح الحكم الذاتي، الذي وصفته الأمم المتحدة ودول مؤثرة بأنه جدي وواقعي وقابل للتنفيذ.

إن الشطحات العسكرية للنظام الجزائري تظهر بوضوح أن هذا الأخير، الذي طالما حاول الاستفادة من الصراع الإقليمي حول الصحراء المغربية كمبرر لبقائه، يجد نفسه الآن في وضع حرج. فالجزائر لطالما دعمت جبهة البوليساريو ماليا وعسكريا، وسعت إلى إضعاف الموقف المغربي على الساحة الدولية. إلا أن هذا الدعم المستمر بات عبئا ثقيلا على النظام الجزائري، حيث أصبحت البوليساريو عالة عليه، بل تحولت إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، لا سيما بعد أن أضحت مسؤولة عن العديد من الجرائم والانتهاكات في مخيمات تندوف.

المناورات الجزائرية العسكرية لا يمكن قراءتها إلا في إطار الفشل المتكرر في تحقيق أي تقدم دبلوماسي أو سياسي على حساب المغرب. وبالرغم من أن الجزائر استثمرت موارد ضخمة لدعم البوليساريو وإنشاء ما يسمى بـ”الجمهورية الصحراوية”، فإنها تواجه الآن هزيمة دبلوماسية واضحة في المحافل الدولية، مما دفعها إلى تبني خيارات أكثر عدوانية لمحاولة التأثير على مسار الأمور. بيد أن هذه الخيارات، التي تشمل نشر قوات ومعدات عسكرية ثقيلة، قد تكون أكثر من مجرد تهديد، بل هي انعكاس لحالة الفوضى الداخلية التي يعيشها النظام العسكري الجزائري.

النظام العسكري الجزائري، الذي بني أساسه على عقيدة العداء للمغرب، يجد نفسه اليوم في مواجهة مباشرة مع واقع مغاير. فبقاء البوليساريو كان بمثابة ضمانة لاستمرار النظام الجزائري في السلطة، ولكنه الآن يواجه خطر الانهيار، حيث أن زوال البوليساريو قد يعني أيضا زوال هذا النظام العسكري، الذي طالما استخدم الصراع مع المغرب كأداة للتغطية على فشله الداخلي وتبرير إخفاقاته أمام الشعب الجزائري.

التحركات العسكرية الأخيرة تشير أيضا إلى تفاقم الأزمات الداخلية للنظام الجزائري، الذي لم يعد لديه سوى خيار التلويح بالحرب لتأجيل سقوطه الحتمي. إلا أن الدخول في حرب ضد المغرب، الذي يحظى بدعم دولي متزايد ويواصل تعزيز قدراته الدفاعية، لن يكون سوى خطوة انتحارية بالنسبة للنظام الجزائري. فالمغرب، الذي نجح في تحصين موقفه الدولي والدبلوماسي، لن يتأثر بمثل هذه التهديدات التي لا تحمل سوى محاولة يائسة للضغط على الأمم المتحدة.

المعطيات تشير إلى أن الجزائر، التي تعيش أزمة اقتصادية واجتماعية متفاقمة، لم تعد قادرة على تحمل تكاليف دعمها المستمر لجبهة البوليساريو. ومع تصاعد الضغط الداخلي عليها، فإن خيار الحرب بات يبدو كملاذ أخير للنظام، الذي يسعى من خلاله إلى كسب بعض الوقت قبل أن ينفجر الوضع الداخلي. ولكن هذا الخيار العسكري لن يؤدي سوى إلى تفاقم الأوضاع، حيث أن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي تصعيد عسكري يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

الجزائر، التي فشلت في تحويل ثرواتها النفطية إلى رفاه اجتماعي للشعب الجزائري، تسعى اليوم إلى تصدير أزماتها الداخلية نحو الخارج عبر التلويح بالحرب. غير أن هذا التوجه لن يفلح في تغيير الحقائق على الأرض، حيث أن المغرب بات يملك اليد العليا دبلوماسيا وسياسيا، في حين أن النظام الجزائري لم يعد يملك سوى سردية عدائية وهمية تجاه المغرب لتبرير بقائه في السلطة.

هذه التحركات العسكرية للجزائر تبدو بمثابة رقصة أخيرة لنظام يدرك تماما أنه يقترب من نهايته. فالتهديدات بالحرب لن تكون سوى محاولة فاشلة للضغط على الأمم المتحدة، ولن تتمكن من تغيير مسار الأمور أو عرقلة النجاحات الدبلوماسية التي يحققها المغرب. وعلى العكس من ذلك، فإن هذا التصعيد العسكري سيعجل بانهيار النظام الجزائري، الذي وجد نفسه في مواجهة معزولة أمام العالم، ومع شعب لم يعد يحتمل سياساته القمعية الفاشلة.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *