دروس من حملة ترامب – الإعلام البديل وتأهيل الصحفي المؤثر في المغرب

دروس من حملة ترامب – الإعلام البديل وتأهيل الصحفي المؤثر في المغرب

- ‎فيدولي, واجهة
IMG 20241106 WA0157
إكسبريس تيفي

 

إكسبريس تيفي/نجيبة جلال:

تألقت الحملة الانتخابية لدونالد ترامب في سباق الرئاسة الأمريكية لعام 2024 ليس فقط بنتائجها، ولكن بالطريقة التي وظّفت بها الإعلام البديل بذكاء وإبداع. هذه الانتخابات، التي سُجلت كالأغلى في تاريخ الولايات المتحدة بتكلفة وصلت إلى 3.5 مليار دولار، أظهرت أن المعركة لم تكن تدار فقط في قاعات المناظرات ولا عبر الصحف التقليدية، بل على ساحة الفضاء الرقمي. هنا، سطع دور الشخصيات المؤثرة، مثل إيلون ماسك، الذي دعم الحملة بمبلغ 118 مليون دولار عبر مجموعة “أمريكا باك”، مؤكداً على أن القوة الجديدة للإعلام تكمن في تأثيره الفوري والملموس.
إن تجربة ترامب تعكس تحولاً جذرياً في مفهوم الصحافة الحديثة؛ لم يعد الصحفي مجرّد ناقل للخبر، بل بات من الضروري أن يكون صانعاً للرأي وخبيراً في فن الخطاب الإعلامي. في المغرب، ورغم تزايد انتشار المنصات الرقمية، ما زال التأهيل الإعلامي حبيس الأساليب التقليدية، بعيداً عن إعداد صحفيين يمتلكون القدرة على القيادة الفكرية والتأثير المستنير في المجتمع.
المغرب بحاجة إلى ثورة ناعمة في ميدان التأهيل الإعلامي، تستند إلى تأطير كفاءات إعلامية وصحفية قادرة على أن تكون أكثر من مجرّد مراسلين، بل قادة رأي ومؤثرين. هؤلاء الصحفيون يجب أن يجمعوا بين فهم عميق لديناميات الإعلام الرقمي وامتلاك مهارات صياغة الخطاب المؤثر.
إن تطوير برامج تدريبية تركّز على مهارات التحليل، إنتاج الرأي، واستراتيجيات التواصل المبتكر هو المفتاح لتعزيز قدرة الإعلام المغربي على مواكبة العصر. هذا التأهيل ليس ترفاً، بل ضرورة لتعزيز مكانة الإعلام كمرآة للمجتمع، وشريك في تشكيل مستقبل أكثر وعياً وانفتاحاً.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *