بقلم نجيبة جلال
في تصعيد عسكري جديد، عرضت جماعة حزب الله اللبنانية وحركة أنصار الله (الحوثيون) اليمنية مشاهد مصوّرة لعمليات استهدفت مواقع إسرائيلية وأمريكية، واعتبرتها الجماعتان دعماً للقضية الفلسطينية وتصدياً للعدوان الإسرائيلي.
حيث نشر حزب الله مشاهد استهدافه قاعدة “ستيلا ماريس” التابعة للجيش الإسرائيلي قرب مدينة حيفا باستخدام صواريخ “نصر 1″، مع رسائل رمزية تتوعد إسرائيل وتؤكد أن ما يحدث نتيجة لسياسات حكومتها. ويأتي ذلك في إطار ما وصفته الجماعة بعمليات “خيبر” لدعم الفلسطينيين في غزة والتصدي لما تعتبره اعتداءات إسرائيلية.
في السياق نفسه، عرض الحوثيون لقطات توثق إسقاط طائرة مسيّرة أمريكية من طراز “MQ9” في أجواء محافظة الجوف اليمنية، كما أعلنوا عن استهدافهم قاعدة “نيفاتيم” الجوية الإسرائيلية بصاروخ “فلسطين 2” كدعم للمقاومة الفلسطينية واللبنانية. وذكر بيانهم أنهم سيواصلون عملياتهم حتى إنهاء الحصار عن غزة ووقف الهجمات الإسرائيلية.
ما يحدث هنا ليس مجرد عمليات عسكرية فردية، بل هو مشهد جديد من تصاعد الصراع في المنطقة، حيث تنخرط أطراف عدة من خارج الساحة الفلسطينية مباشرةً في مواجهة إسرائيل، مستخدمةً القضية الفلسطينية كذريعة لتصعيد الهجمات وفرض مزيد من الضغط على إسرائيل وحلفائها. ويتضح أن محور المقاومة يسعى إلى استعراض قوته من خلال تنفيذ ضربات رمزية وعملية، تُرسل رسائل واضحة تعكس قدراته التقنية والعسكرية. لكن في ظل تعقيد المشهد الإقليمي والدولي، من شأن هذه العمليات أن تؤدي إلى تأزيم الوضع بشكل أكبر، خصوصاً مع تدخل قوى كبرى مثل الولايات المتحدة.
إن استمرار هذا النهج التصعيدي قد يزيد من معاناة شعوب المنطقة ويؤجج صراعات قد تطول لسنوات، الأمر الذي يستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ مواقف جادة نحو احتواء الأزمة. فلا يمكن إنكار أن هذه التحركات قد تكون لها انعكاسات على مسار القضية الفلسطينية، ولكن الحلول الحقيقية تحتاج إلى إرادة سياسية وحوار حقيقي، بدلاً من تصعيد عسكري يحمل في طياته خطر المزيد من الحروب التي لا تخدم إلا مصلحة التدمير المتبادل وتبديد فرص السلام.