اكسبريس تيفي/نجيبة جلال
مايك هاكابي، مرشح الرئيس السابق دونالد ترامب لمنصب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، أطلق مؤخرًا تصريحات تكرّس الالتزام الأمريكي الثابت تجاه دعم إسرائيل وتعزيز اتفاقيات السلام في المنطقة. هذه التصريحات، التي تأتي في سياق استعداد ترامب للعودة المحتملة إلى البيت الأبيض، تحمل ملامح رؤية استراتيجية تعيد صياغة تحالفات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مع التأكيد على محورية إسرائيل كحليف استراتيجي.
اتفاقيات إبراهيم، التي وُصفت بأنها إنجاز تاريخي غير مسبوق، مثّلت تحولًا فارقًا في طبيعة العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، حيث شهدت انضمام الإمارات والبحرين والمغرب والسودان إلى مسار التطبيع. هاكابي يرى أن توسيع نطاق هذه الاتفاقيات لإشراك المزيد من الدول العربية سيكون خطوة أساسية لتحقيق استقرار أكبر في المنطقة، وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات المشتركة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة مع إيران. هذه الرؤية لا تنفصل عن سياسة ترامب التي ارتكزت على نهج براغماتي، يسعى لإعادة صياغة التحالفات بما يخدم المصالح الاستراتيجية الأمريكية.
في السياق ذاته، أكد هاكابي أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل في حقها المشروع بالدفاع عن نفسها، وهو تأكيد يتماشى مع السياسة الأمريكية التي تعززت خلال إدارة ترامب السابقة. شهدت تلك الفترة قرارات غير مسبوقة مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، والدعم المطلق لإسرائيل في المحافل الدولية، وهو ما أكسب ترامب مكانة خاصة كأحد أقوى حلفاء إسرائيل عبر التاريخ.
رغم النجاح الذي حققته اتفاقيات إبراهيم، فإن مساعي توسيعها تواجه تحديات معقدة. الموقف الفلسطيني الرافض للتطبيع يظل عقبة بارزة، إذ يرى الفلسطينيون أن هذه الاتفاقيات تُهمّش قضيتهم وتعيد ترتيب أولويات المنطقة بما لا يخدم حقوقهم. إضافة إلى ذلك، فإن الانقسامات الداخلية في بعض الدول العربية بشأن التطبيع مع إسرائيل، فضلاً عن التوترات المستمرة مع إيران، تضع مزيدًا من التعقيد أمام أي جهود مستقبلية لتوسيع دائرة الاتفاقيات.
تصريحات مايك هاكابي تفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية حول مستقبل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط في حال عودة ترامب إلى السلطة. بينما يبدو أن التركيز سيظل منصبًا على تعزيز الشراكة مع إسرائيل وتوسيع اتفاقيات السلام، فإن نجاح هذه الرؤية سيعتمد بشكل كبير على القدرة على تجاوز التحديات الإقليمية والدفع نحو دينامية جديدة توازن بين المصالح الوطنية والدولية. ما يبقى مؤكدًا أن السنوات المقبلة قد تشهد إعادة تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط بطرق قد تكون حاسمة لمستقبل المنطقة.