هشام جيراندو.. السمسار الذي يتقن التلوّن

هشام جيراندو.. السمسار الذي يتقن التلوّن

- ‎فيواجهة, دولي, مجتمع
إكسبريس تيفي

 

من الغريب أن يحاول هشام جيراندو، المعروف بسجله الملطخ بالابتزاز والأحكام القضائية، تقديم نفسه كمنقذ للصحافة ومكافح للفساد! أليست هذه قمة السخرية؟ كيف لشخص احترف السمسرة وامتهن الضغط على الأبرياء، أن يتحدث اليوم عن النزاهة وكشف الحقائق؟  

 

في تدوينته الأخيرة، التي لا تعدو كونها محاولة يائسة لإعادة تسويق نفسه، يقدّم جيراندو نفسه كفارس “تحدي” الصحافة الاستقصائية، لكنه ينزلق في نفس الوقت إلى مستوى مبتذل من التحليل السطحي والتلميحات البالية. التركيز على أسماء معروفة مثل ساندرا شيدي وأبو زعيطر دون أي أدلة حقيقية أو تحقيق موثوق يكشف عن أزمة مهنية عميقة. هل هذا هو مفهومه للتحقيق الصحافي؟ أم أنه مجرد استعراض لتشتيت الانتباه عن تاريخه؟  

 

أما تلك العبارات المنمّقة التي يكررها عن “تعزيز المرونة” و”تمكين المواطنين”، فلا تتعدى كونها قناعًا لتغطية عجزه عن تقديم مادة صحفية حقيقية. كيف نتحدث عن مكافحة الفساد والشفافية عندما يأتي هذا الكلام من شخص ارتبط اسمه بالابتزاز والضغط على الضحايا لتحقيق مكاسب شخصية؟  

 

جيراندو يدعو لدعم الصحافة الاستقصائية، لكنه مثال صارخ على كيف يمكن أن تتحول هذه الدعوات إلى وسيلة لجني الأموال أو تصفية الحسابات الشخصية. الصحافة الحقيقية ليست تجارة، وليست منصة لتحسين صورة “المبتزين السابقين”.  

 

نصيحة أخيرة لهشام: قبل أن تنصح العالم بمكافحة الفساد، حاول أن تواجه نفسك أولًا، فالنزاهة تبدأ من الداخل.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *