المغرب في مواجهة مناورات الجزائر: بين الحزم الدبلوماسي والريادة الاقتصادية والثقافية

المغرب في مواجهة مناورات الجزائر: بين الحزم الدبلوماسي والريادة الاقتصادية والثقافية

- ‎فيدولي, واجهة
المغرب والجزائرالمغرب والجزائر
إكسبريس تيفي

 

أحمد اوسار/

في ظل التوترات المستمرة بين المغرب والجزائر، يواصل المغرب تنفيذ استراتيجيات مدروسة لتعزيز نفوذه الدولي، والتصدي لما يصفه المراقبون بالمناورات الجزائرية الهادفة إلى عرقلة مسيرته. من خلال دبلوماسية ذكية، وتوسع اقتصادي في إفريقيا، واستثمار ثقافي يعزز القوة الناعمة، يثبت المغرب أنه قادر على تحصين مكانته رغم التحديات.

الدبلوماسية المغربية: حزم وواقعية

على المستوى السياسي، يعتمد المغرب على دبلوماسية قوية تقوم على الوضوح والحزم في مواجهة الاستفزازات الجزائرية.

■اعترافات دولية بمغربية الصحراء: بفضل التحركات الدبلوماسية النشطة، نجح المغرب في إقناع العديد من الدول بفتح قنصليات في العيون والداخلة، ما يعكس تزايد الاعتراف الدولي بسيادته على أقاليمه الجنوبية.

■علاقات دولية متينة: المغرب يعزز شراكاته الاستراتيجية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، والصين، إضافة إلى دول الخليج، وهو ما يضيق الخناق على المناورات الجزائرية الرامية إلى عزله.

■التحركات داخل الاتحاد الإفريقي: بعدما استعادت الرباط مقعدها في المنظمة الإفريقية، أصبح المغرب فاعلًا رئيسيًا في القرارات القارية، مما أفقد الجزائر نفوذها التقليدي في إفريقي

القوة الاقتصادية: رهان المغرب على الاستثمار بدل الأيديولوجيا

بينما تركز الجزائر على سياسات تستند إلى الشعارات والمواقف العدائية، يسير المغرب في اتجاه بناء اقتصاد قوي يرسخ نفوذه في القارة الإفريقية.

■ريادة في البنية التحتية: المغرب استثمر في مشاريع ضخمة، مثل ميناء طنجة المتوسط، الذي أصبح أكبر ميناء في البحر المتوسط من حيث الطاقة الاستيعابية، مما جعله مركزًا تجاريًا عالميًا.

■استثمارات في الطاقة المتجددة: مع مشروع نور للطاقة الشمسية، بات المغرب رائدًا في الطاقات النظيفة، ما يجعله شريكًا استراتيجيًا لأوروبا في ظل أزمة الطاقة العالمية.

■القطاع المصرفي والاتصالات: البنوك المغربية مثل “التجاري وفا بنك” وشركات الاتصالات مثل “اتصالات المغرب” توسعت بشكل كبير في إفريقيا، ما منح الرباط تأثيرًا اقتصاديًا في القارة.

■الصناعات العسكرية والفلاحية: المغرب أصبح ينافس في الصناعات العسكرية بفضل شراكاته مع الولايات المتحدة وإسرائيل، كما أن تصديره للأسمدة عزز نفوذه في دول تعتمد على الفلاحة مثل إثيوبيا ونيجيريا.

القوة الناعمة: الثقافة كأداة تأثير

يستخدم المغرب الدبلوماسية الثقافية لتعزيز نفوذه في إفريقيا والعالم العربي.

■نشر النموذج الديني المعتدل: عبر مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، يدرب المغرب الأئمة الأفارقة لنشر الإسلام الوسطي، ما يعزز حضوره الروحي في القارة ويحد من النفوذ الجزائري المستند إلى الأيديولوجيا القديمة.

■الصناعة السينمائية والموسيقى: عبر إنتاجات سينمائية عالمية ومهرجانات موسيقية مثل “موازين”، أصبح المغرب مركزًا ثقافيًا يستقطب الأنظار، في حين تفتقد الجزائر إلى حضور قوي في هذا المجال.

■كرة القدم والدبلوماسية الرياضية: بعد نجاح المغرب في مونديال 2022، أصبح للرياضة دور رئيسي في الدبلوماسية المغربية، ما عزز صورته كقوة صاعدة.

المغرب يفرض معادلة جديدة

لم يعد المغرب يكتفي بالرد على استفزازات الجزائر، بل انتقل إلى مرحلة الهجوم الاستراتيجي عبر بناء تحالفات قوية، وتعزيز حضوره الاقتصادي، وترسيخ مكانته كقوة إقليمية. بينما تعاني الجزائر من أزمات داخلية ف
وغياب رؤية واضحة، يواصل المغرب المضي بثقة نحو المستقبل، مكرسًا موقعه كقوة لا يمكن تجاوزها في المنطقة.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *