اوسار احمد/
تتجه فرنسا نحو تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع المغرب، في تحول يثير استياء الجزائر، وفق ما نقلته صحيفة لوبوان الفرنسية. التحول قد يتجسد قريبًا عبر خطوة دبلوماسية كبرى، تتمثل في افتتاح قنصلية فرنسية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
الصحيفة الفرنسية كشفت أن هذا التقارب جاء بعد زيارات رفيعة المستوى إلى الصحراء المغربية، كان آخرها زيارة وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانان، إلى العيون، حيث وقع اتفاقًا مع نظيره المغربي لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. كما قام رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشي، بزيارة مماثلة، ملوحًا بإمكانية امتداد العمل القنصلي الفرنسي إلى هذه المناطق.
على المستوى الاقتصادي، لم يعد الدعم الفرنسي يقتصر على التصريحات، بل يمتد إلى الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والطاقة المتجددة والسياحة في الأقاليم الجنوبية. أما في الجانب الثقافي، فقد وقعت فرنسا تسع اتفاقيات تعاون ثقافي، إلى جانب افتتاح مدرسة فرنسية جديدة ومؤسسة “التحالف الفرنسي في العيون”.
الجزائر لم تخفِ انزعاجها من هذا التقارب، واعتبرت الخطوة “تدخلًا غير مقبول”، لترد بتجميد العلاقات بين مجلس الشيوخ الجزائري ونظيره الفرنسي. لكن لوبوان ترى أن الجزائر قد تكون الخاسر الأكبر في هذه المواجهة، إذ أن التوتر قد يدفع باريس إلى اتخاذ خطوة تاريخية، بفتح قنصلية رسمية في الصحراء المغربية، ما يعني اعترافًا فرنسيًا مباشرًا بسيادة المغرب على أراضيه