اوسار أحمد /
في تحول مفاجئ قد يعيد رسم خريطة الصراعات في الشرق الأوسط، كشفت صحيفة تلغراف عن مسؤول إيراني رفيع المستوى أن طهران قررت وقف دعمها للحوثيين في اليمن، تجنبًا للمواجهة مع الولايات المتحدة.
المسؤول الإيراني، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، أكد أن بلاده تعيد تقييم استراتيجياتها في المنطقة، في خطوة قد تمتد لحل جماعة الحوثي بالكامل، إلى جانب إنهاء دعمها للحشد الشعبي في العراق. قناة العربية نقلت النبأ في تغطية عاجلة، مشيرة إلى أن القرار يأتي في سياق أوسع من المراجعات السياسية التي تجريها طهران بعد تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية.
هذا القرار يطرح تساؤلات كبيرة حول مصير الحركات المسلحة التي اعتمدت لسنوات على الدعم الإيراني. الحوثيون، الذين خاضوا حربًا استنزفت اليمن ودول الجوار، يجدون أنفسهم الآن أمام تحدٍ وجودي، بعدما كانوا ورقة ضغط بيد طهران في مواجهاتها الإقليمية. كذلك، فإن الحشد الشعبي في العراق، الذي شكل ذراعًا عسكرية لإيران داخل الأراضي العراقية، قد يواجه مستقبلًا مجهولًا في حال أوقفت طهران تمويله ودعمه اللوجستي.
المحللون يرون أن هذا التراجع الإيراني ليس مجرد تكتيك سياسي، بل قد يكون استجابة مباشرة لتهديدات أمريكية جادة، خاصة بعد تصاعد التوترات في المنطقة. واشنطن لطالما اعتبرت الميليشيات التابعة لإيران مصدرًا رئيسيًا لعدم الاستقرار، وسبق أن استهدفت قياداتها في عمليات عسكرية.
لكن هل تتخلى إيران فعلًا عن استراتيجيتها القائمة على دعم الوكلاء؟ تاريخ طهران في المنطقة يشير إلى أنها تجيد المناورة، وقد يكون هذا التحول مجرد محاولة لتهدئة الضغوط مع إمكانية العودة إلى النهج السابق في ظروف أكثر ملاءمة. من جانب آخر، قد يكون القرار جزءًا من صفقة أوسع مع الغرب، تشمل تنازلات في الملف النووي مقابل تخفيف العقوبات.
في اليمن، قد يدفع هذا القرار الحوثيين إلى البحث عن داعم جديد، أو الجلوس على طاولة المفاوضات بجدية أكبر. أما في العراق، فقد يؤدي انسحاب إيران إلى إعادة رسم الخريطة السياسية، مع تصاعد نفوذ القوى الوطنية على حساب الجماعات المسلحة.