القناص/
من يتابع حميد المهداوي منذ سنوات، لا يُفاجأ أبداً حين يجده اليوم يحاول الالتصاق بالقضية الفلسطينية، كما التصق سابقاً بشعارات أخرى صرفت له شيئاً من الاهتمام والتعاطف. البكاء أمام الكاميرا، رفع الشعارات العاطفية، الحديث عن الظلم والمقاومة… كل هذا صار ضمن ترسانته المألوفة، التي يخرجها حسب الموسم، والمزاج، ومقاسات “اللايكات”.
لكن المهداوي لا يعيش فقط على النبرة العالية، بل أيضاً على التناقض الصارخ. فقد سبق له أن خصص فيديوهات عديدة يدعو فيها الدولة المغربية إلى تعزيز علاقاتها مع إسرائيل، مستنداً إلى ما وصفه بـ”قوة حضورها وتأثيرها في المنتظم الدولي”، بل ووصف هذا التقارب بأنه “واقعي وذكي”.
واليوم، فجأة، يعود ليُزايد على الجميع باسم فلسطين، دون خجل أو مراجعة لمواقفه السابقة. الأمر ليس بجديد عليه، فهو منذ خرج من السجن وهو يفصّل القضايا حسب المقاس: مرة مناضل، مرة محلل، مرة زاهد، ومرة شيطان المدينة.
لا يهم أن تتناقض، ما دمت تمتلك كاميرا وهوساً لا ينطفئ بأن تكون في الواجهة. أما المبدأ؟ فذاك مؤجل إلى إشعار غير مسموع.
حميد المهداوي لا يدافع عن فلسطين بقدر ما يستعملها، تماماً كما استعمل قضايا أخرى من قبل: وسيلة للركوب، لا موقفاً للثبات.
#حميد_المهداوي
#فلسطين_مش_لايك
#تل_أبيب_في_القلب
#نفاق_يوتيوبي