المغرب هو الأصل والجزائر دولة مستحدثة وأكبر مطبع مع الكفار والفساد ومصاصي الدماء وناهبي خيرات البلاد وارزاق العباد
الرأي
بقلم الدكتور . عبد اللطيف سيفيا
توضيب أحمد الشرفي
بقية الحديث … إن المملكة المغربية الشريفة تعتبر هي الأصل بلا مزايدة او مبالغة او إفراط ، وعمرها يزيد عن 12 قرنا من الحضارة ووإثبات الذات بالكمال والصفات ، والتاريخ الطويل زاخر بالمواقف والأحداث التي تركس قوته وعظمته محليا وإقليميا ودوليا ، مما جعله يتبوأ مكانة خاصة بين دول العالم التي تعترف بها في المحافل الدولية وتتم تزكيتها والاعتراف بمصداقيتها وفاعليتها كل لحظة وحين ، نظرا لما يقدمه بلدنا العزيز من صورة قل نظيرها في التسامح والسلم والانفتاح على الحضارات والشعوب والأمم على اختلاف مشاربها دونما تعصب أو عنصرية ، أما الجزائر فليست إلا دولة مستحدثة أبدع في صنعها الاستعمار وجعل منها أكبر مطبع مع الكفار والفساد ومصاصي الدماء وناهبي خيرات البلاد وارزاق العباد .
فكثيرا ما يتشدق النظام الجزائري الأرعن بما هو ليس أهلا به من خصال النضال والمروءة والإنسانية والتقدم والتحضر والعظمة باستثناء القوة الضاربة في عمق الفراغ والكذب والبهتان والطيش والصبيانية والمراهقة المتأخرة ، مراهقة الشيخوخة المصحوبة بالتبول على الملابس رغم استعمال الحفاظات التي لم تجد نفعا وسيلان الانف بتلك المادة اللزجة الصادرة عن البلاهة والبلادة التي يتصف بها جرابيع العسكر الذين قارب عدد جنيرالاته المائة ألف قبعة فارغة وتوشيحا لصدور مليئة بالضغينة والحقد على الأشقاء والأسياد ذوي الفضل والخير عليهم ماديا ومعنويا ، الأمر الذي يسجله التاريخ بمداد من ذهب لا يصدأ معدنه ولا يبهت لونه ولا تنقص قيمته عبر الزمن وسيبقى راسخا في اذهان الجميع لما قدمه المغاربة للبلد الشقيق أيام محنته أمام الاستعمار الفرنسي ، هذا الأخير الذي عمل قصارى جهده على تهجين بلاد الجزائر وخاصة مسؤوليها ضعاف الشخصية الذين انقادوا لهم عن طواعية كالعبيد لتحقيق أهداف المستعمر الغاشم ، إلا أن غيرة المغاربة على صلة الاخوة في الدين والعروبة والعادات والتقاليد والدم أبت إلا أن تدخل المملكة العلوية الشريفة بكل مقوماتها ملكا ومؤسسات رسمية ومجتمعا مدنيا للحيلولة دون تحقيق أطماع المستعمر ، بحيث ضحى المغاربة بالغالي والنفيس بكل طاقاته البشرية والمالية واللوجستية للوقوف إلى جانب أشقائهم الجزائريين لتحقيق استقلالهم كي ينعموا بالحرية ويمارسوا حقهم في تحقيق الذات وتكريس ما يحققون به احلامهم ويعزز المكتسبات
.والغريب في الأمر أن الأمثلة المضروبة في مجال الاعتراف بالخير والتي لا تعد ولا تحصى ، لا تجد طريقها ومكانتها في قاموس هؤلاء الوضيعين عبدة الغرب والذين لا يروقهم الفطام مع الاستعباد ولعق أحذية الكفرة الوسخة الملطخة بدماء الأجداد البررة وفض بكرات الأمهات والأخوات العزل ، متنكرين لسماة الشكر والاعتراف بالجميل الذي قدمته المملكة المغربية ملوكا وحكومات وشعبا مساهمة في استقلال الجزائر الشقيقة ، والتي تضمنت خلالها مساعدات شكلت كل أوجه التضحية بالغالي والنفيس مالا وعتادا وحتى بالارواح التي سقت دماؤها الطيبة أرض الجزائر الحبيبة لتنبت نباتا طيبا يؤتي ثمارا طيبة تعود على أشقائنا بنعم الخير والحرية والاستقلال .
لكن اوغاد النظام الجزائري لم يجدوا بدا من التنكر لكل ذلك ورفع لواء شعار “علمته الرماية فلما اشتد ساعده روماني ” والمثل القائل ” اتق شر من أحسنت إليه ” …فاطلقوا العنان لحقدهم وكرههم وأصبحت لهم عقدة اسمها “المغرب ” فكادوا يزيلون كل ما له علاقة بهذا الاسم من بعيد أو قريب ، فكادوا يسمون صلاة المغرب بصلاة الجزائر أو صلاة ما بين الظهر والعشاء أو شيئا من هذا القبيل ، المهم أنهم لم يصبحوا يتيقون اسم وعبارة المغرب وذلك لما يخلق لهم هذا البلد الأبي من حساسية مفرطة لحد الاختناق المميت ، ليسخروا كل طاقاتهم وقوتهم الضاربة لتقويض وهدم كل ما يقدم عليه المغرب من إنجازات حقيقية تبهرهم وتبهر الجميع ، لما تكتسيه هذه الإنجازات من ريادة وروعة ضاربة فعلا في عنان السماء ، أحب من أحب وكره من كره ، وذلك بفضل الرعاية الإلهية الدائمة لهذا البلد المبارك، أرض العلماء والأولياء والصالحين ، وبفضل وعزيمة ملوكه ومؤسساته وشعبه ، التي تصب في رفعة البلاد والعباد ، متبعين مضمون القولة الشهيرة والمعبرة ” القافلة تسير والكلاب تنبح ” … فلم يترك النظام الجزائري الأرعن والفاشل بابا للتشهير بالمغرب والترصد للهفوات التالفة إلا وطرقه وفتحه على مصراعيه دون جدوى ، فاثار من بينها واقعة التطبيع مع اليهود وإسرائيل وجعل من الحبة قبة كما يقول المثل ، ونسي أن المغرب لم يدخل في قوقعة التطبيع هذه كا يدعي النظام الجزائري ، وانما فتح أحضانه لأبنائه اليهود المغاربة الذين يكنون لبلدهم الأم المملكة المغربية الشريفة حبا كبيرا واحتراما مماثلا ، دون التنكر لأبنائه واغلاق الابواب في وجههم ، كما يفعل النظام الجزائري الفاشل والأمثلة كثيرة ومتعددة في ذلك كلها ترمي بكل نية سيئة ومقصودة مع سابق الإصرار والترصد ليقيم الدنيا ولا يقعدها ، لخلق البلبلة في صفوف الدول الشقيقة والصديقة كي يفقد المغرب قيمته ووزنه دوليا واقليميا دون جدوى وخلق له العراقيل والقلاقل لزعزعة استقراره وأمنه اللذين يشهد بهما العالم بأسره دون مزايدة او أو مبالغة ، فيجد هذا النظام العابث بالواقع والحقيقة التي تكتم نفسه وكأنه يكتب على الماء ويجهد نفسه كل الإجهاد ، في ذلك متبعا سياسات تحت الطاولة التي ينهجها بالتطبيع مع كل او جه الفساد والمحظورات جاعلا عليها طلاء منمقا بالبهتان والكذب لتنكشف حقيقة النظام الجزائري الفاشل كوضعه للعلم الفرنسي فوق صوامع المساجد الجزائرية تعبيرا عن فرحته بقدوم الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة للجزائر والتي استقبله خلالها الرئيس المعين “خايب الكنية” وتأكيدا أيضا للانبطاح للآلة الإستعمارية التي حكمتها لأجيال وأجيال وللكيان المغتصب الذي سبى نساءها واستعبد جنرالاتها الذين يقارب عددهم الألف دون جدوى ، وقتل مليوني شهيد وعذب من نجا من المواطنين والوطنيين الجزائريين الذين لازالت في أنفاسهم زفرات حسرة على ما آلت إليه أوضاع بلادهم التي أصبحت لعبة بين أيدي المستعمر الغاشم الذي كان يروم شيئين اثنين وكلاهما مر ، إما فرنسة الجزائر وجعلها مقاطعة تابعة لفرنسا والتصرف في ثرواتها وخيراتها ، وإما باتباع المستعمر لعمليات الإبادة في حق الأحرار الجزائريين الغيورين عن بلادهم ومكتسباتهم المادية والمعنوية وقتل روح النضال والوطنية الحقيقية التي اتصف بها العديد من الشرفاء بهذا البلد الشقيق ، فكان للمستعمر ان انطلق بخطته الأولى وهي التعذيب والإبادة لكل معارض تسري فيه دماء الوطنية الحقيقية ، ليعود إليهم بخطة التهجين بموافقة قادة النظام العسكري الفاشل من خلال استئصال الفكر والعادات والتقاليد التي ينبني عليها المجتمع الجزائري ، والعمل على بث ثقافة الانفساخ والانحلال الخلقي والحنين إلى الماضي الاستعماري وتكريسه بطرق جديدة وأساليب مختلفة منها الغناء والموسيقى والتبشير وغير ذلك من الامور التي يرغب المستعمر الغاشم بثها في المجتمع الجزائري الذي عانى من الاستعمار ولازال يعاني تحت وطأة ويلاته وتبعاته…فهل سيتنبه الشعب الجزائري الشقيق لما ينصب له من مكائد من طرف المستعمر اللئيم بتواطؤ مع الكابرانات؟ … وللحديث بقية