صحافي رغْماً عن أنفِها!

صحافي رغْماً عن أنفِها!

- ‎فيرأي, واجهة
اليزيد صحافي
إكسبريس تيفي

اليزيدبقلم : نور الدين اليزيد

يوميات أحد أبناء القبيلة العَاقّين.. شهادات من عُقر الدّار= (أحيانا سأذكر أسماء حقيقية وفي أحيان أخرى غير حقيقية ولكن الأحداث حقيقة)
===

الشهادة 1:
توطئة لابدّ مِنها !
أقولها بكل مسؤولية وانطلاقا من تجربتي المهنية التي تناهز 17 سنة، اشتغلت خلالها في أكبر المؤسسات بهذه البلاد السعيدة، وأكثرها انتشارا، الخاصة منها والشبه خاصة أو الشبه عامة، وساهمتُ في تأسيس بعضها وعلِمتُ كثيرا من خبايا الأمور!

مهنة واحدة في المغرب كثيرٌ (الغالبية) من منتسبيها يمارسونها، ليس من أجلها، ولكن من أجل مآرب أخرى، يمكن أن نحصر أبرزها في ثلاث:

  1.  ممارسة الصحافة على أنها مجرد “وظيفة” تُذر دخلا شهريا، وفقط، وبعد سنين عددا تقود إلى تقاعد/معاش متواضع أو مقبول في أفضل الحالات؛ فتجد هذا الصنف من “الصحافيين”، يمضي أيامه ولياليه في الكد والجد من أجل شيء واحد فقط، هو إرضاء رئيسه في العمل، بطريقة آلية بالكتابة حول مواضيع وتغطيات باردة ومنها حتى البائتة، وتتعلق بأنشطة رسمية أو أنشطة أحزاب ونقابات وجمعيات؛ فلا يهش ولا ينش طيلة دوامه اليومي وطيلة حياته، بل أحيانا وعند توفّر هذا الصنف من “الصحافيين” على خصائص و”مواهب” معينة، ومنها بالخصوص ضعف الشخصية أو القدرة على استنطاق الأشخاص للبوح، فإنه قد يقوم بأدوار لا تمت لعمله اليومي بصِلة، من قبيل “التبركيك” و”التبياع” و”السُّخرة”!
  2. العمل في الصحافة فقط من أجل الربح السريع وكسب المال، فتجد هذا الصنف من “الصحافيين” يبحث دائما عن “الكَاميلة” و”الدجاجة اللي بي كامونها”، حيث يحاول بناء علاقات من المسؤولين والسياسيين الفاسدين أو الذين قاب قوسين أو أدنى من ذلك، وضعاف النفوس وعديمي الكاريزما من الشخصيات العمومية ورؤساء المجالس المحلية والفنانين وأصحاب المهن الحرة الراغبين إما في إشباع فضولهم وغرورهم بالظهور في وسائل الإعلام، أو الذين يستهدفون تلميع سِيرهم وأسمائهم والتغطية على أنشطتهم المشبوهة أو المدنسة حتى القاع بالمال الحرام، سواء كان عامّا أو خاصا.. فتجد مثل هؤلاء الصحافيين، يغتنون بسرعة فائقة، فيملكون سيارات من الطراز الغالي الثمن، بل ويحوزون على أملاك عقارية كالأراضي والبنايات، ويصبح بوسعهم ممارسة أنشطة تجارية موازية؛ وهؤلاء يصبح الابتزاز والتملق الوجهين الوحيدين لعُملتهم المفضلة في مجال الصحافة؛ فلا تسألهم عن المبادئ والحق في المعلومة وتنوير الرأي العام، فهذا كُفرٌ لا يوجد في مِلتهم التي أصبحوا عليها وبها يقتاتون ويحيون ويدينون.
  3. حمْل بطاقة “صحافي مهني”، إلى حين فقط، وريثما يسقط أو يُسقطوه في شِراكهم فيتحول من كاتب مقالات توعية وتثقيف وتنوير للمجتمع، إلى كاتب مقالات تعمية وتعتيم وتدليس على أبناء الوطن، إما خدمة لجهات سياسية أو لجهات في السلطة؛ وهم مَن تُطلَق عليهم في أدبيات التواصل السياسي صفة “كلاب الحراسة” ! وهذا النوع من الصحافيين، تجدهم ذوي حظوة دائما وأبدا، ويتنقلون من منبر إعلامي إلى آخر، دون عناء وبكل يُسر وبكل الامتيازات التي تأتيهم من بين أيديهم ومن أمامهم ومن خلفهم. ومن بين هؤلاء من يكون ضالعا بسبق إصرار وترصد في العمالة للأجهزة الأمنية، كما وقفنا على ذلك شخصيا (سنفصّل ذلك لاحقا)، وكما نُشر سابقا في تسريبات دولية.

يُتبع…

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *