وفد صحفيين مغاربة في اسرائيل- نتائج التستر تطفو على صفحات التيكتوك

وفد صحفيين مغاربة في اسرائيل- نتائج التستر تطفو على صفحات التيكتوك

- ‎فيرأي, واجهة
إكسبريس تيفي

إكسبريس تيفي: نجيبة جلال

في زمن تُختبر فيه المواقف الوطنية ويُستدرج فيه البعض لخدمة أجندات خارجية بلباس الصحافة، نرى البعض يختار السير في دهاليز خدمة مصالح لا علاقة لها بالوطن. فمن يهمس بضرورة التكتم على سفر وفد صحفي مغربي إلى إسرائيل، ومن يسعى للإيحاء بأن المغرب ليس جديراً برئاسة لجنة القدس، ليسوا إلا أدوات وبيادق في لعبة أكبر بكثير من شعارات “الحرية” و”المهنية” التي يختبئون خلفها.

نعم، المغرب دولة تدعم الصحافة وتتيح لها فضاءً واسعاً لاختيار مواضيعها وحواراتها وحتى زياراتها الخارجية، لكن حرية الصحافة لا تقتصر على الحرفية المجردة من حسّ الانتماء الوطني. الصحفي المسؤول، القادر على قراءة توجهات بلاده ومواقف القوى الحية فيها، يعرف أن التصرف بمسؤولية هو أول قواعد المهنة، خاصة عندما يُعقد عليه الأمل في ظل ظروف دولية شديدة الحساسية.

كان على من قرروا تلبية دعوة إسرائيل أن يتحلوا بالشجاعة الكافية لإعلان سفرهم، بدل أن يختاروا التستر والإخفاء. فلو اختار هؤلاء الصحفيون الإفصاح عن موقفهم وتحمل مسؤولية قرارهم، لما انزلقت الأمور إلى ما آلت إليه. ولكانت الأمور واضحة للجميع. لكنهم اختاروا الصمت والخضوع لإملاءات خارجية، ففسحوا المجال لمن يستغلهم ويمارس كذبه الصريح على المغرب، مروجاً بأن “الدولة هي من أرسلتهم”، محاولاً بذلك تقويض صورة المغرب وقيادته في عيون الرأي العام.
ليس خافياً أن مكتب الاتصال الإسرائيلي، بقيادة بن دافيد و كعبية، يعمل وفق أهداف واضحة لا لبس فيها. لقد حققوا مبتغاهم بجرّ صحفيين مغاربة إلى إسرائيل، ليظهروا للعالم أن الإعلام العربي “ينفتح” عليهم، هؤلاء يخدمون توجهات بلدهم بصراحة ودون تردد، و هذا واجبهم! لكن السؤال الجارح هنا: من هم “أبناء جلدتنا” الذين انصاعوا لأجندات خارجية تحت غطاء صحفي، وامتثلوا لتعليمات لا تخدم الوطن في الظروف الحالية؟ بل و تكتموا لالصاق اختيارهم بالنظام المغربي، و هو منه براء!

هذه الخطوات البائسة جعلت البعض يتجرأ على خلق الأكاذيب والمغالطات حول علاقة المغرب بالقدس. وأفسحت المجال لمن يحاول إشعال فتيل الشكوك حول شرعية المغرب في رئاسة لجنة القدس. أما المحزن، فهو غياب النخب التي كان يفترض بها أن تتصدى لهذه الهجمات، وتذود عن مكانة المغرب بكل وضوح وقوة. وإن لا ترتكب أخطاءً غبية يدفع المغرب ثمنها من سمعته الرقمية .

إن الصحافة ليست لعبة بين أيدي من يتلاعبون بالمواقف الوطنية ويغضون الطرف عن مسؤولياتهم تجاه بلدهم. إنها مهنة تحمل رسالة. ولكن عندما يفرط بعض الصحفيين بهذه الرسالة، فإنهم يضعون أنفسهم تحت رحمة أجندات خارجية تبتغي فقط ضرب استقرار المغرب وزعزعة أدواره الكبرى.
شرف المهنة لا يتحقق بالخضوع لرغبات خارجية، بل بالالتزام بمصلحة الوطن والتصدي لمحاولات المساس بمكانته ومواقفه.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *