أسفرت جهود مؤسسة وسيط المملكة عن تسوية ملف طلبة كليات الطب والصيدلة، بعد حوار مؤسساتي عميق أفضى إلى عودة الطلبة إلى دروسهم وتداريبهم، وإنهاء احتجاجاتهم التي دامت لأكثر من أحد عشر شهراً. هذه التسوية تعكس نجاح الحوار الجاد والمسؤول بين الأطراف المعنية، والذي سهّل التفاهم ووضع حلاً مستداماً استند إلى الدستور والقانون.
في ضوء هذا النموذج المتميز، نتطلع إلى حل مشابه للملف المطلبي للمحامين في المغرب، حيث يواجهون توتراً ملحوظاً في العلاقة مع وزير العدل عبد اللطيف وهبي. مع ذلك، يؤسفنا أن نشهد ركوب بعض الأطراف، التي لا صلة لها بمهنة المحاماة، على هذا التصعيد؛ مما يُبعد النقاش عن أهدافه النبيلة ويعرقل مسار الحوار البنّاء.
تجربة طلبة الطب تؤكد أن الحوار المؤسساتي يبقى السبيل الأمثل لحل الأزمات، مع ضرورة وجود جهة مستقلة مثل مؤسسة الوسيط، تعمل على تقريب وجهات النظر وتفعيل قنوات تواصل تعزز الثقة وحسن النية بين الأطراف. إن استلهام روح هذه التجربة قد يفتح أبواب الحلول المنشودة أمام المحامين، بعيداً عن أي استغلال أو توجيه يضر بالمهنة وكرامتها.
وكما ساهمت المشاورات بين مختلف المؤسسات، من الحكومة إلى المجتمع المدني، في تسوية ملف الطلبة، نأمل أن نجد توافقاً مماثلاً بشأن مطالب المحامين، ليصب هذا الجهد المشترك في تعزيز العدالة وضمان حقوق المحامين من جهة، وصون المصالح الوطنية الكبرى من جهة أخرى.