ملف هيام سطار – الخصوصية المغربية في برامج رعاية الطفولة

ملف هيام سطار – الخصوصية المغربية في برامج رعاية الطفولة

- ‎فيرأي, واجهة
سميرة البقالي
إكسبريس تيفي
بقلم نجيبة جلال

يشكل ملف هيام سطار مثالاً حياً على التزام المملكة المغربية بحماية النساء والأطفال باعتبارهم جزءاً من رصيدها البشري الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله اهتماماً خاصاً. وقد تجلت هذه العناية في التعليمات السامية لإنشاء مراكز استماع وإيواء لحماية النساء المعنفات والأطفال، تحت إشراف مباشر من عمال جلالة الملك، ما يعكس رؤية واضحة لتعزيز الحماية الاجتماعية للفئات الهشة.

في هذا الإطار، تدخلت جمعية مفتاح وحلول لمعالجة وضعية أطفال هيام سطار بعد أن انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد توثق ظروفاً مأساوية تعرضوا فيها للعنف والإهمال. الجمعية، التي أخذت المبادرة فور توثيق الحالة، لجأت إلى القضاء، حيث لاقت استجابة جدية من الأجهزة الأمنية والقضائية، مما يعكس حرص المؤسسات على صون حقوق الطفل ومعالجة مثل هذه الحالات بجدية ومسؤولية.

وفي تصريح حصري لموقع إكسبريس تيفي، أكدت السيدة سميرة البقالي، رئيسة الجمعية، أن الفحوصات الطبية التي خضع لها أطفال هيام أظهرت تعرضهم للعنف، بما في ذلك إصابات واضحة على مستوى الفك لدى إحدى الطفلات. كما أوضحت أن جمعيتها تعمل جاهدة لتوفير الحماية والرعاية النفسية والاجتماعية للأطفال المعنفين بالتنسيق الكامل مع أسرة القضاء وعمال جلالة الملك، في نموذج يعكس حرص المملكة على حماية الفئات الهشة.

التجربة المغربية في هذا المجال تتميز بخصوصيتها، حيث تحرص على تحقيق التوازن بين حماية الأطفال من جهة، والحفاظ على علاقاتهم بأسرهم من جهة أخرى. ففي الوقت الذي تبعد فيه بعض الدول المتقدمة الأطفال ضحايا العنف عن أسرهم بشكل نهائي، يعتمد المغرب نموذجاً مختلفاً يراعي مرجعيته الدينية والثقافية. الأطفال يتم إيواؤهم في مراكز تحت إشراف عمال جلالة الملك، مزودة بكاميرات مراقبة لضمان سلامتهم، مع استمرار تواصلهم مع آبائهم وأمهاتهم الذين يخضعون بدورهم لبرامج إصلاحية أو دعم نفسي.

سميرة البقالي أكدت أن الهدف من هذه المراكز ليس قطع العلاقات الأسرية، بل تقويمها بما يخدم مصلحة الطفل الفضلى. وهو نموذج متكامل يحقق الحماية والرعاية مع الحفاظ على الروابط الأسرية التي يعتبرها ديننا الحنيف أساساً لا غنى عنه في بناء المجتمع.

ملف هيام سطار يعكس صورة واقعية لالتزام الدولة والمجتمع المدني بتوفير الحماية والرعاية للفئات الهشة، وهو نموذج يدعو للتقدير، خصوصاً في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس التي تضع الإنسان في صلب أولوياتها.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *