حكاية غرق شاب في مسبح سعيد الناصري – الدراما التي لم تُروَ في فيلم

حكاية غرق شاب في مسبح سعيد الناصري – الدراما التي لم تُروَ في فيلم

- ‎فيرأي, واجهة
سعيد الناصيري نايضة
إكسبريس تيفي

بقلم القناص 

لقد كانت الحادثة التي وقعت في 10 غشت 2017 بمسبح نادي الفنان سعيد الناصري في ضواحي برشيد، بمثابة صدمة أليمة أودت بحياة شاب في العشرينات من عمره، غرقًا في مياه المسبح. الحادث كشف عن غياب العديد من معايير السلامة في المنشأة، حيث لم يكن هناك منقذ ولا شروط قانونية لضمان سلامة الرواد، رغم أن عمق المياه يصل إلى حوالي 50 مترًا في بعض النقاط.

ولم تقتصر هذه الحادثة على غرق الضحية فحسب، بل تضمنتها تفاصيل مثيرة للقلق. فقد تم نقل الضحية بعد غرقه في المياه بواسطة السيارة الخاصة بالفنان سعيد الناصري، وهي سيارة من نوع هوندا زرقاء، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول مدى عناية المعنيين بالحادث والجهود المبذولة لإنقاذ الشاب. لكن يبدو أن المرافق الذي وقع فيه الحادث لم يكن مجهزًا بما يتماشى مع شروط السلامة المطلوبة.

ومما يزيد من حدة التساؤلات هو الصمت المطبق حول هذه الدراما التي لم تُروَ، خاصة وأن الحادث أتى في منتجع يرتبط اسمه بأحد المشاهير في الوسط الفني. السؤال يطرح نفسه: لماذا لم يفكر سعيد الناصري في تحويل هذه الواقعة إلى فيلم؟ هل كان ليشعر بالمسؤولية اتجاه حياة الآخرين، ويعكس بشكل حقيقي معاناة ضحايا الحوادث المشابهة؟ أليست هذه الحكاية هي الأنسب لرواية مليئة بالإثارة والدراما الإنسانية، التي قد تحاكي الواقع وتسلط الضوء على جوانب الظلم والإهمال؟

من جهة أخرى، يبقى التساؤل قائمًا حول ما إذا كان قد تم إغلاق المنتجع أو تقاعس في إجراء أي إجراءات قانونية أو رقابية بعد الحادث. هل تم اتخاذ تدابير صارمة لضمان عدم تكرار هذه المأساة في المستقبل؟ أم أن الحادث مجرد حادث عرضي سيتم تجاهله كما هو الحال في العديد من الحوادث المأساوية؟

لا يخفى على أحد أن الفن يمكن أن يكون مرآة للمجتمع، لكن ماذا عن القصص التي يشارك فيها الفنانون أنفسهم؟ لماذا لا يتم استخدام وسائل الإعلام لتسليط الضوء على حوادث قد تكون دروسًا قاسية؟ الأكيد أن غرق الشاب في هذا المسبح ليس مجرد حادث عابر، بل هو فرصة لفحص مدى توافر المعايير الأمنية في مثل هذه المرافق، ومدى انشغال أصحابها بالجوانب القانونية والإنسانية.

مفارقة أخرى تبرز من خلال هذه الحكاية هي الشكاية التي تقدمت بها والدة الضحية، والتي طالبت بتحقيق شامل في ظروف وفاة ابنها. لكن السؤال يبقى قائماً: هل سيؤدي هذا التحقيق إلى محاسبة المسؤولين، أم سيُطوى الملف في مجلدات النسيان؟

في النهاية، يظل السؤال الأهم: هل سيستجيب سعيد الناصري، كفنان ورجل أعمال، لدعوات المساءلة والمحاسبة؟ أم أنه سيظل متسمرًا في موقعه، بعيدًا عن التداعيات القانونية والأخلاقية لهذا الحادث المأساوي؟

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *