في تصريح صادم في أحد مقاطع فيديو، كشفت هيام سطار عن الوجه الخفي لعالم اليوتيوب المغربي، حيث يُستغل الفقر كوسيلة للتسويق وكسب المشاهدات. سطار تحدثت عن “بروتوكول” خاص يعتمده بعض اليوتيوبرز لإثارة تعاطف الجمهور، من خلال الظهور بمظهر الفقير المعدم رغم امتلاكهم أموالًا طائلة.
وذكرت على سبيل المثال إلياس المالكي، الذي يتعمد وضع “بريكة بعشرة ريالات” ليبدو وكأنه يعيش في فقر مدقع، في حين أنه يحقق أرباحا كبيرة.
هذه الاستراتيجية ليست حكرًا على المالكي فقط؛ حميد المهداوي، الصحفي الذي تحول إلى يوتيوبر، يتبع النهج ذاته من خلال استعطاف الجمهور عبر قصص درامية عن معاناته الشخصية. في أحد مقاطعه، ادعى المهداوي أنه عاجز عن دفع مصاريف دراسة أبنائه، متحدثًا عن قول ابنه لمعلمته أنه يجهل إذا كان سيستمر في الدراسة لأن قناة والده قد توقفت. هذا الخطاب الموجه للعاطفة يعكس رغبة واضحة في استغلال الجمهور البسيط لتحقيق مكاسب شخصية.
المفارقة أن المجتمع المغربي، الذي يعاني من تفاوتات اجتماعية كبيرة، يتأثر بسهولة بهذه الأساليب، مما يجعل هذه الممارسات أشبه بعملية احتيال عاطفي. في الوقت نفسه، يكشف الأمر عن أزمة قيمية، حيث يصبح التلاعب بالمشاعر وسيلة للربح السريع.
تصريحات هيام سطار تسلط الضوء على ظاهرة تستحق التوقف عندها، وهي كيف يتحول الفقر إلى تجارة مربحة على حساب المصداقية، في حين أن الجمهور يبقى الحلقة الأضعف في هذه المعادلة.