حيمري البشير – كوبنهاكن الدنمارك
تستمر الدبلوماسية المغربية في تحقيق الانتصارات بتنظيمها مؤتمر عن بعد ،شارك فيه أربعون دولة لدعم مشروع الحكم الذاتي وهذه المرة انضافت فرنسا للولايات المتحدة التي تدعم مشروع الحكم الذاتي كمخرج للأزمة التي عمرت أكثر من خمس وأربعين سنة .مشاركة فرنسا في المؤتمر مؤشر إيجابي يعزز الموقف الأمريكي ،وحسب معطيات مؤكدة فإن دول أوروبية في طريقها لفتح قنصليات جديدة في الأقاليم الجنوبية ،وبالتالي فالضغوط ستزداد على مرتزقة البوليساريو ومن يقف وراءهم لنسف الاستقرار في المنطقة بإعلان إنهاء وقف إطلاق النار والعودة لحمل السلاح.مشاركة فرنسا في مؤتمر دولي نظمه المغرب بشراكة مع الولايات المتحدة لدعم مشروع الحكم الذاتي ،فرصة لإقناع الدول المشاركة لدعم مبادرة الحكم الذاتي كحل لإنهاء الجمود الذي تعرفه هذه القضية وبالتالي إقبار كل الخطوات التي تقوم بها الجزائر وجنوب إفريقيا لإشعال فتيل حرب جديدة في المنطقة ،وستؤدي بدون شك لعودة عدم الإستقرار ليس فقط في هذه الأقاليم بل في منطقة الساحل .إذا مشاركة فرنسا والولايات المتحدة في هذا المؤتمر هي مؤشر إيجابي ينضاف لتغير في الموقف الإسباني من خلال تصريح لوزير الداخلية الإسباني قال فيه أن المغرب شريك أساسي في استقرار المنطقة لتعزيز السلم والتعاون الثنائي الذي يخدم مصالح إسبانيا والمغرب معا.مؤشرات التغيير في مواقف دول أوروبية عديدة دائمة العضوية في مجلس الأمن في الطريق لدعم دبلوماسية القنصليات في الأقاليم الجنوبية .وهي في نفس الوقت تطويق الخصوم الذين يمارسون ضغوط على دول المغرب العربي بشتى الطرق ،ويظهر ذلك جليا من خلال الحملة الإعلامية التي يخوضها الإعلام الجزائري لتضليل شعوب المنطقة عن طريق استغلال أزمة كورونا وتأثيرها على شعوب المنطقة.إن تصريحات وزير الصحة الجزائري باقتسام لقاح كورونا مع الشعب التونسي يندرج في سياسة التضليل وممارسة مزيدا من الضغوط على تونس التي ترأس هذا الشهر مجلس الأمن .وما تقوم به الجزائر ليس سوى ضغوط على تونس لطرح ملف الصحراء من جديد ودعم مخططها بعدما فشلت جنوب إفريقيا في ذلك في الشهر الماضي حيث كانت ترأس مجلس الأمن الدولي .ضغوط الأجهزة الأمنية الجزائرية ستزداد لا محالة بإطلاق سراح المعتقلين في ملفات الفساد في عهد بوتفليقة وعودة خالد نزار من منفاه للواجهة حيث كان محكوما بعشرين عاما ،وسفره لإيران لإقناعها بالمساهمة في تسليح ودعم مرتزقة البوليساريو .إذا الجزائر تستمر في التخطيط لزعزعة استقرار المنطقة في الوقت الذي تسعى فيه دول كبرى لدعم مشروع الحكم الذاتي ومسلسل التنمية الذي دخلته الولايات المتحدة ودول كبرى في الطريق ومواجهة مخطط الحرب الذي تسعى إليه الجزائر وجنوب إفريقيا .وأعتقد أن زيارة الوفد العسكري الأمريكي للجزائر والذي لم تهتم به وسائل الإعلام الجزائرية كما اهتمت بزيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لم يكن سوى رسائل واضحة للجزائر التي نشرت صواريخ روسية تشكل تهديدا للمصالح الأمريكية وتهدد الإستقرار في المنطقة خصوصا المغرب الذي تعتبره الولايات المتحدة شريكا استراتيجيا .إن تنظيم المغرب للمؤتمر عن بعد لدعم مسلسل الحكم الذاتي لإنهاء الصراع هو السبيل الذي يجب أن تنخرط فيه شعوب المنطقة من أجل تحقيق السلم والإستقرار ،والإهتمام بالسلم يعني محاربة كل أشكال التطرف والإرهاب الذي يعيق مسلسل التنمية وهو الخيار الأوحد لبناء الثقة بين الشعوب والسير قدما نحو تقدم وازدهار شعوب المنطقة.