إكسبريس تيفي
كيواصل حزب العدالة ممارسة سياسته المعهودة فاللعب على الحبلين، اللي تبناها مباشرة بعد نتائج انتخابات 8 شتنبر 2021، بعدما أظهر المغاربة رغبتهم فعدم تجديد الثقة فحزب المصباح، خاصة بعد عودة رئيس الحكومة السابق بنكيران لمنصب الأمانة العامة، فمحاولة منه للرجوع لمنصبه السابق، خصوصا وأنه يتحجج دائما في كل خرجاته الإعلامية، بأنه وحزبه من تصدوا لموجة الربيع العربي ونقذوا البلاد من تداعياتها ومن ما شهدته بلدان مجاورة.
وكيطمح حزب الپيجيدي للرجوع للسلطة من خلال رئاسة الحكومة بكل الطرق والوسائل حتى وإن تعلق الأمر بادعائه القيام بمبادرات واتحاد قرارات تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما تجسد فالرسالة اللي وجهها إسماعيل هنية لبنكيران بتاريخ 6 مارس الجاري، لكن موقع حزب العدالة والتنمية اختار نشرها أمس الثلاثاء 12 مارس، بالتزامن مع الإعلان عن المبادرة الملكية تجاه سكان غزة المحاصرين، وهي المبادرة التي حضيت بإشادة دولية واسعة، وربما حزب العدالة والتنمية أغاضه ذلك، خاصة وأنه اعتاد على المتاجرة بالقضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين، متناسيا بأن ما يسميه تطبيع العلاقات مع إسرائيل قد تم في عهد ترأسه للحكومة، ووقع اتفاقه، أمينه العام السابق، سعد الدين العثماني.
ومهما حاول حزب العدالة والتنمية وأمينه العام، عبد الإله بنكيران، البحث عن مداواة الجراح الغائرة التي تسببت لهم فيها نتائج انتخابات الثامن من شتنبر، من خلال استغلال القضية الفلسطينية، فلن ينجحا في ذلك، خاصة وأن المغاربة عانوا في عهدهم ولازالوا إلى الآن يعانون من تبعات القرارات اللاشعبية التي اتخذها بنكيران إبان ترؤسه للحكومة في الولاية الأولى لحزب العدالة والتنمية، من بينها رفع الدعم عن المحروقات وتحرير الأسعار، وهي القرارات التي أثرت بشكل كبير على القدرة الشرائية للمغاربة وجعلتهم يواجهون غلاء غير مسبوق في تاريخ المغرب.
وإذا كان حزب العدالة والتنمية يراهن على العودة للساحة السياسية عن طريق بالقضية الفلسطينية ومحاواة استغلال كل خطوة باش يبين أنه يدافع على القضية الفلسطينية، فإنه واهم، خاصة وأن المغرب ملكا وشعبا ظلوا ولازالوا عبر التاريخ مساندين للشعب الفلسطيني قولا وفعلا، وليس فقط بالشعارات الرنانة التي يتقنها البيجيدي، وذلك من خلال تبني مبادرات غير مسبوقة، على غرار المبادرة الملكية التي تم الإعلان عنها