تزايدت معاناة مغاربة العالم بسبب غلاء تذاكر الطيران، مما أثار موجة جدل في البرلمان. وقد ساءل فريق التجمع الوطني للأحرار الوزير عبد الجليل حول ارتفاع أسعار التذاكر في الخطوط الطويلة بين المغرب وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.
وتساءلت إحدى البرلمانيات من نفس الفريق عن كيفية تمكن أسرة مكونة من أربعة أفراد من السفر بميزانية ضخمة، مشيرة إلى أن الغلاء يحرمهم من السياحة الداخلية، وطالبت الوزير بالرحمة بهذه الفئة.
ورد الوزير عبد الجليل مؤكداً أن “المغاربة المقيمين بالخارج هم إخوتنا، والأموال التي يرسلونها لا تدخل لخزينة المملكة”، مما أدى إلى تدخل عدد من البرلمانيين لمقاطعة تصريحه.
وأشار الوزير إلى أن “أسعار النقل الدولي ارتفعت بشكل كبير منذ 2019، ويمكن خفضها عبر سوق مفتوح أو تقنين الأسعار وربطها بأسعار المحروقات”. وأضاف أن 3.2 مليون مغربي من الخارج دخلوا البلاد لقضاء عطلتهم الصيفية، مما يشير إلى تضاعف عدد مستعملي النقل الجوي بسبع مرات في 20 سنة.
وأوضح الوزير أن أسعار التذاكر ارتفعت مقارنة بعام 2019 بسبب الأزمات العالمية، وأن المنافسة الشريفة وتنويع العرض هما الحل لتحسين الأسعار. كما أشار إلى أن الخطوط الجوية الملكية تعمل على تعزيز خطوطها وفق توازنات مالية تعتمد على مداخيلها الذاتية.
من جهته، رد فريق التجمع الوطني للأحرار بمعطيات حول أسعار التذاكر من أمريكا وكندا، والتي تتراوح بين 9 آلاف و22 ألف درهم، مطالباً بتخفيض الرسوم على التذاكر.
فاطمة الزهراء باتا، عن مجموعة العدالة والتنمية، استدلت بخطاب الملك في 20 أغسطس 2022، مطالبة بإيجاد حلول لتحسين الأسعار ودعم الجالية، مشيرة إلى أن الجالية تعتبر “بقرة حلوب” لتوفيرها 17 مليار من العملة الصعبة للبلاد.
وفي تفاعله، انتقد الوزير حزب العدالة والتنمية قائلاً: “أنتم قدتم حكومتين سابقتين ولم تحلوا المشكلة”، وقدم مقارنة بين أسعار التذاكر من نيويورك إلى المغرب عبر باريس وأخرى عبر مطارات أخرى، مشيراً إلى أن الأسعار تتفاوت وفقاً للأسواق الدولية.
هذا الجدل يعكس الحاجة الملحة لإيجاد حلول عملية لتخفيف معاناة مغاربة العالم مع غلاء تذاكر الطيران وضمان ربطهم بوطنهم بأسعار معقولة.