القرار الفرنسي حول مغربية الصحراء: دعم تاريخي للسلام والاستقرار الإقليمي

القرار الفرنسي حول مغربية الصحراء: دعم تاريخي للسلام والاستقرار الإقليمي

- ‎فيسياسة, واجهة
0
le roi et marcoun 860x571 1
إكسبريس تيفي

نجيبة جلال

يشكل الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء منعطفًا تاريخيًا في مسار النزاع الإقليمي الذي استمر لعقود طويلة. إذ أعلنت فرنسا، عبر رسالة رسمية من الرئيس إيمانويل ماكرون إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله، أن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان تحت السيادة المغربية. يأتي هذا الإعلان في سياق احتفالات المغرب بالذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش، ليؤكد على الدعم الفرنسي الراسخ للموقف المغربي، ويعكس التزام فرنسا بالعمل في انسجام مع هذه الرؤية على الصعيدين الوطني والدولي.
يشير هذا الموقف الفرنسي إلى تغير استراتيجي في السياسة الخارجية الفرنسية تجاه قضية الصحراء المغربية، مما يعزز من موقف المغرب على الساحة الدولية. يأتي هذا الاعتراف نتيجة لجهود دبلوماسية حثيثة قادها جلالة الملك محمد السادس، والتي أثمرت عن دعم العديد من الدول الكبرى لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد للنزاع.
دعم فرنسا، كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، يعتبر دلالة كبيرة على مكانة المغرب وأهمية هذا الحل السياسي الذي يحقق السلام والاستقرار في المنطقة.
تستند فرنسا في دعمها لمغربية الصحراء إلى فهم عميق للتاريخ والشرعية القانونية، مما يجعل موقفها بمثابة تغيير في قواعد اللعبة فيما يتعلق بالنزاع. هذا القرار لا يمثل انتصارًا لطرف على حساب آخر، بل هو اعتراف بالحقيقة التاريخية والشرعية، ويأتي في إطار الدينامية التي يقودها المغرب لإنهاء النزاع المفتعل حول صحرائه. يدعم الموقف الفرنسي بشكل صريح المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تقدمت بها المملكة عام 2007، ويعتبرها الأساس الوحيد لتسوية عادلة ودائمة ومتفاوض بشأنها، وفق قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
يشدد الرئيس الفرنسي على أهمية التحرك نحو حل سياسي للنزاع، مشجعًا جميع الأطراف المعنية على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. تعكس هذه الدعوة رغبة فرنسا في تعزيز الاستقرار والسلام الإقليميين، وتأكيدًا على دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي.
القرار الفرنسي يعزز من الجهود المغربية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء المغربية، إذ ترى فرنسا في هذه الجهود فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والمساهمة في التنمية المستدامة لفائدة الساكنة المحلية.
بهذا القرار، تقدم فرنسا دعمها الثابت لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، معتبرة إياه حلاً واقعيًا وعمليًا للنزاع. هذا الموقف الفرنسي ليس وليد اللحظة أو ظرفيًا، بل هو امتداد لدعم طويل الأمد بدأ منذ عام 2007، حينما أعلنت فرنسا لأول مرة عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في مجلس الأمن الدولي. ويعكس هذا الاستمرار التزامًا حقيقيًا من فرنسا تجاه المغرب، ويؤكد على العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين التي تتجاوز الأبعاد السياسية إلى مجالات أوسع من التعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.
يمثل الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الدولي لحل النزاع، مما يشجع الدول الأخرى على اتخاذ مواقف مشابهة تسهم في دعم الحلول السلمية والمتفاوض عليها. يعزز هذا الدعم من مكانة المغرب الدولية، ويدعم جهود جلالة الملك محمد السادس في تحقيق الوحدة الترابية والتنمية الشاملة في جميع أنحاء المملكة.
إن موقف فرنسا يمثل نقطة تحول هامة في مسار النزاع حول الصحراء المغربية، حيث يعكس تحولًا في المواقف الدولية نحو الاعتراف بالسيادة المغربية، ويعزز من الجهود الدولية لتسوية هذا النزاع بشكل سلمي وعادل. هذا القرار يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون بين المغرب وفرنسا، ويدفع بالعلاقات الثنائية نحو مستويات أعلى من الشراكة الاستراتيجية، مما يسهم في تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين.
في
يشكل الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء خطوة محورية في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة، ويمثل دعماً قوياً للموقف المغربي في الساحة الدولية. يعكس هذا القرار التزام فرنسا بتعزيز العلاقات الثنائية مع المغرب ودعم وحدته الترابية، مما يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون والشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، ويؤكد على دور فرنسا كفاعل رئيسي في تحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *