السجال السياسي بين وهبي وبنكيران، هل سينتهي أمام القضاء؟

السجال السياسي بين وهبي وبنكيران، هل سينتهي أمام القضاء؟

- ‎فيرأي, سياسة, واجهة
وهبي بنكيران
إكسبريس تيفي

ياحدة عبد الرزاق

في الوقت الذي ترقد فيه الأحزاب السياسية في سبات عميق، يطفو إلى السطح سجال كلاسيكي بين خصمين قديمين يعرفان بعضهما البعض حق المعرفة، عبد اللطيف وهبي وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وبين عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية. هذا الأخير هاجم مؤخرا وهبي هجوما شرسا ووصفه بمجموعة من الصفات من قبيل “وزير العلاقات الرضائية” و”وزير الفساد” وآخرها “وزير الفاحشة”.

بنكيران الذي كان دائما يواجه انتقادات حادة من عبد اللطيف وهبي عندما كان رئيسا للحكومة كان بعضها يصل إلى مشادة كلامية داخل البرلمان، تنتهي بصراخ وهبي وقهقهات بنكيران الشهيرة. يبدو أن الأمر يتكرر اليوم لكن بطريقة عكسية: وهبي وزير للعدل ويدافع عن قوانين ليبرالية مثيرة للجدل داخل الأوساط المحافظة بالمجتمع، وبنكيران العجوز الذي أصبح يدخل اللقاءات بالجلباب ومستندا إلى عكازه في مظهر يبدو مختلفا عن فترة رئاسته للحكومة لكن حدة لسانه لم تتغير بل زادت قوة في مواجهة خصمه القديم الجديد.

وهبي وكعادته لم يمرر هذه الهجمات دون أن يرد على بنكيران بأسلوبهما المعتاد الشبيه بـ “الكلاش” عند مغني “الراب”، فأجابه: “إذا كان موضوع الفنادق يثير استفزازا لدى بنكيران، فلماذا حينما كان رئيسا للحكومة لم يضع قانونا ويفرض تقديم عقد الزواج وينتهي الأمر”. يضيف وهبي، “وكان رئيسا لحكومة وللأغلبية ولم يفعل أي شيء.. عندما كان رئيسا للحكومة كان ‘الإسلام لايت’ وحينما أصبح خارج الحكومة أصبح متشددا.” هذا الرد اعتبره الكثير من المحللين بأنه رد مفحم لبنكيران.

بنكيران بعد خرجة وهبي قال: “لم أشتمه. أنا قلت إنه وزير فساد، ولم أقل إنه وزير فاسد، وإن كان لا يريد أن أسميه وزير الفساد، فسأسميه وزير الفاحشة، لأنه أشاع الفاحشة بين المؤمنين”. ولم يستبعد بنكيران أن يتوجه وهبي للقضاء على خلفية هذه المواقف، بل إنه يضع الأمر في الحسبان ولا يتخوف منه، وقال في هذا الصدد: “إذا كنتم ما زلتم تتذكرون، سلكنا طريق السياسة، باعتبارها دينا، وليس لنيل المناصب والمكاسب والامتيازات”.

ومن خلال تمعننا فيما قاله وهبي في آخر خرجة إعلامية له على القناة الثانية يبدو أن الرجل لا ينوي متابعة بكيران قضائيا ويتضح ذلك عندما قال: “أنا سكت عنه كثيرا ولكن ما كنت أعتقد أنه خصم فجر، لأنها ليست من صفات المسلم، ولكن إذا قرر ذلك فمرحبا لنفتح النقاش”. لأن وهبي هنا أبان أنه مستعد للنقاش وليس للمتابعة القانونية، كما نعتقد أن مسارهما السياسي الطويل، وفترات الصداقة في فترات متفرقة جعلتهما يعرفان بعضهما البعض حق المعرفة، كما أن جرأتهما في الانتقاد نابعة من قناعتهما أن السجال السياسي بين الأمناء العامين للأحزاب السياسية هو عرف سياسي شائع حتى في أعظم الدول.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *