إشادة عربية بدور المغرب وجلالة الملك في دعم فلسطين .. ما دلالة هذه الإشادة ؟

إشادة عربية بدور المغرب وجلالة الملك في دعم فلسطين .. ما دلالة هذه الإشادة ؟

- ‎فيسياسة, واجهة
0
جلالة الملك
إكسبريس تيفي

تتوالى المواقف التي يتم التعبير عنها في مختلف القمم واللقاءات والمؤتمرات بمبادرات ومواقف جلالة الملك وبالأدوار التي تقوم بها لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس. تتضمن هذه المبادرات مضامين عديدة؛ ففي الوقت الذي يلاحظ فيه صراحة أن هناك انشغالا لدى الكثيرين بقضايا أخرى تمنح الكيان الإسرائيلي فسحة لتنفيذ أجندته المتعلقة بتهويد القدس وتغيير معالمها الحضارية وهويتها الدينية، تبرز الأدوار الكبرى التي يقوم بها جلالة الملك كوسيلة أساسية لمواجهة الأجندة والاستراتيجية الإسرائيلية فيما يخص المدينة المقدسة.

هذه المبادرات ليست الوحيدة، بل هي استمرار لمسلسل من الإشادة والتنويه بالأدوار التي تقوم بها لجنة القدس برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ووكالة بيت مال القدس، بالنظر إلى المنطق الذي تعمل به اللجنة والوكالة، والذي يعد المنطق الأمثل لمواجهة التحديات التي يواجهها المقدسيون.

الخلاف يتطلب صراحة بلاغات وبيانات تنديد ومواقف ومبادئ كلما واجهت المدينة المقدسة أفعالا مشينة من قبل الإسرائيليين، إضافة إلى الجانب الآخر المتعلق بالفعل الميداني، بالنظر إلى حاجة المقدسيين إلى أعمال ملموسة تسمح لهم بالصمود والتشبث بهويتهم المقدسية.

يعلم الجميع أن الكيان الإسرائيلي يعمل وفق أجندة أصبحت معالمها واضحة، حيث يركز على عنصر الوقت والزمان، فكل مرة يتم تنفيذ رزنامة في هذه الأجندة يصعب على المقدسيين الاستمرار في التشبث بهويتهم المقدسية حتى في أحلك الفترات. على سبيل المثال، عندما انشغل الجميع بما يقع في غزة من تقتيل، سجلت التفاتة إنسانية كبيرة جدا من قبل جلالة الملك تجاه المقدسيين.

فلجنة القدس ومؤسسة بيت مال القدس، التي ما فتئت توزع الأغذية والأدوات الطبية والمنح الدراسية وتدعم أوراشا مهمة كأطفال القدس، كلها أعمال ميدانية تحتاجها المدينة المقدسية فعلا.

يعتبر المغاربة، ملكا وحكومة وشعبا، أن القضية الفلسطينية قضية وطنية، والدليل على ذلك أن دعم المغاربة للقضية الفلسطينية لم يخفت حتى في أحلك اللحظات، حيث هناك دائما هبة شعبية ودعم رسمي لافت باعتبارها مسألة مبدئية لأنها قضية وطنية، إضافة إلى كونها مسؤولية بالنسبة للمغاربة.

كما يلاحظ أن جلالة الملك يولي اهتماما خاصا بالقضية الفلسطينية، يظهر بوضوح في أن المغرب لا يعتمد فقط على الشعارات، بل يزاوج بين الأقوال والأفعال. وهذا اتضح بشكل خاص في الفترة الأخيرة التي عجز فيها المنظم الدولي عن فك الحصار عن غزة، بينما استطاع المغرب إيصال المساعدات إلى الغزاويين عبر البر مرتين. وكما كنا استثناء، فإن الكيان الإسرائيلي يطبق حصارا على قطاع غزة ولا يسمح بدخول مساعدات من المغرب، لكن المغرب استطاع تقديم مساعدات نوعية تشمل الأغذية والدواء. هذه الثقة التي يحظى بها المغرب تعكس تقديرا لدور المغرب وجلالة الملك، وتظهر في الثقة التي تمنحها الهيئات الدولية والعربية الرسمية مثل جامعة الدول العربية ولجانها المختصة.

في الوقت الذي تتبنى فيه العديد من الدول شعارات رنانة بدعم القضية الفلسطينية، تعجز على مستوى الفعل والواقع العملي، حيث لا تمد المساعدة للفلسطينيين بل على العكس من ذلك، تساهم في تكريس الشرخ بين مكونات الدولة الفلسطينية. في حين أن المغرب، عندما يقول إنه يدعم القضية الفلسطينية، لا يقف عند هذا القول فقط، بل يتبع ذلك بأعمال ميدانية ومبادرات. وعندما تكون القضية الفلسطينية على جدول أعمال أي لقاء، يحضر المغرب بأعلى مستوى دبلوماسي، ليبعث برسائل مفادها أن القضية الفلسطينية تستحق اهتماما على أعلى مستوى.

يجب أن ندرك أن ما يقوم به جلالة الملك على مستوى القضية الفلسطينية يدفع باقي مكونات المجتمع المدني، سواء كانت رسمية أو غير رسمية، مثل الأحزاب السياسية والنقابات، إلى العمل بنفس المنطق والجهد والغايات. لذا، ليست القضية الفلسطينية مجرد شعارات كما قيل، بل هي قضية وطنية، وهذا ما جعل الدول الأخرى، وخاصة الدول العربية، تدرك أن الأدوار التي يقوم بها المغرب وجلالة الملك في هذا المجال ليست مجالا للشك أو الجدال. وهذا يؤكد أن هناك تقديرا واضحا لدور المغرب وجلالة الملك في هذا المجال ويقطع الطريق أمام محاولات التقليل من هذه الأدوار.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *