باحدة عبد الرزاق
تبقى الكوارث الطبيعية كابوسا يهدد دول العالم، وخاصة الدول النامية التي تصارع التحديات الاقتصادية العالمية الكبرى والتقلبات المناخية، مثل المغرب. فهذه الكوارث تخلف دمارا وخسائر كبيرة تضع الدول أمام اختبار حقيقي. في المغرب، كان وقع زلزال الحوز صادما، إذ خلف خسائر فادحة في الأرواح ودمارا كبيرا في البنية التحتية، خاصة في منطقة ذات تضاريس معقدة بسبب السلاسل الجبلية الأطلسية ووعورة المسالك. هذه المحنة لفتت انتباه العالم، وأظهرت كيف وقف المغاربة، ملكا وشعبا، إلى جانب ضحاياهم، وكيف برزت رعاية قائد عظيم إسمه الملك محمد السادس.
في مواجهة الكوارث الطبيعية، يجعل جلالته نفسه بمنزلة الأب الذي يحمي أسرته ويرعاها. فهو دائما في مقدمة الصفوف، يصدر توجيهاته بسرعة وحزم لتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة. مباشرة بعد وقوع الكارثة، أصدر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أوامره السامية، ليلة 9 شتنبر 2023، بنشر القوات المسلحة الملكية على نحو عاجل، مستخدمة موارد بشرية ولوجيستية مهمة، جوية وبرية، بالإضافة إلى فرق متخصصة في البحث والإنقاذ ومستشفى ميداني جراحي، في المناطق المتضررة. كما تم نشر وحدات للتدخل، وطائرات، ومروحيات، وطائرات بدون طيار، ووسائل هندسية، ومراكز لوجيستية في عين المكان، لتقديم الدعم اللازم للقطاعات المعنية وللسكان المتضررين.
ولم يقف الأمر عند ذلك، بل أقر جلالته إحداث مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي، تحت اسم “وكالة تنمية الأطلس الكبير”، يعهد إليها بالإشراف على تنفيذ برنامج إعادة البناء والتأهيل للمناطق المتضررة من زلزال الحوز. كما أصدر جلالته توجيهاته السامية لتقديم مساعدات مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم للمساكن التي انهارت بالكامل، و80 ألف درهم لإعادة تأهيل المساكن التي تعرضت لأضرار جزئية.
وأمر جلالته رئيس الحكومة بصرف مبلغ 2500 درهم شهريا لمدة عام للأسر المتضررة من الزلزال. وأعلن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أمس الأربعاء بالرباط، أنه بناء على التعليمات الملكية السامية، سيتم تمديد مدة صرف المساعدات الاستعجالية المحددة في 2500 درهم لخمسة أشهر إضافية لإكمال إصلاح المساكن المتضررة، في خطوة تعكس العطف والرعاية الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس تجاه رعاياه في المناطق المنكوبة.
وفي خطوة أخرى مماثلة، أعلن رئيس الحكومة، أنه تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، سيتم تقديم دعم مالي بقيمة 140 ألف درهم للسكان الذين هدمت منازلهم بالكامل جراء الفيضانات الأخيرة في الجنوب الشرقي للمملكة، بينما سيتلقى السكان الذين تعرضت منازلهم لأضرار جزئية دعما بقيمة 80 ألف درهم.
هذا النهج الملكي السامي يجسد معنى الأبوة الحقيقية للوطن. فجلالته يحمل هموم شعبه في قلبه، ويسهر على راحتهم كما يسهر الأب على أبنائه. إنه القائد الذي يبذل كل ما في وسعه لتخفيف آلامهم ومعاناتهم. وفي كل أزمة وكارثة، يثبت جلالته أنه الملاذ الآمن لكل مغربي، والصدر الحنون الذي يلجأ إليه أبناء الوطن في أوقات الضيق. إنه بحق أب الأمة وحاميها، يجمع بين حكمة القائد وعطف الأب، ليقود المغرب نحو بر الأمان مهما اشتدت العواصف.
حفظ الله جلالة الملك محمد السادس، وأدام عليه نعمة الصحة والعافية، ليظل دوماً السند والعون لكل مغربي في مواجهة التحديات والمحن.