ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مجلسا وزاريا بالقصر الملكي بالرباط اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024، وقام جلالته بتعيين الزميلة الصحفية والقيادية في حزب الأصالة والمعاصرة فتيحة العيادي سفيرة للمملكة بالدانمارك. هذا التعيين يأتي خلفا لزميلتها في الحزب خديجة الرويسي، التي شغلت ذات المنصب منذ عام 2016.
يعد هذا التعيين تتويجا لمسار مهني وسياسي استثنائي، بصمت من خلاله العيادي على تاريخ حافل في الإعلام والسياسة. فمنذ بدايتها في التلفزة المغربية عام 1986، أثناء مرحلة تحول إعلامي كبير تحت شعار “التلفزة تتحرك”، أظهرت فتيحة العيادي قدرتها على مواكبة التحولات وتطوير المحتوى الإعلامي. مسارها المهني اتسم بالتنوع، حيث عملت كمحررة للأخبار العربية والدولية، واكتسبت خبرات واسعة بفضل تجربة رائدة مع الإعلامي الفرنسي أندريه باكار.
كما تركت العيادي بصمة متميزة في وكالة المغرب العربي للأنباء، وتولت مسؤوليات مهمة كمديرة للتواصل في ديوان وزير الثقافة علال السي ناصر، ما منحها خبرة في مجالات الإعلام والثقافة. أضف إلى ذلك عملها في عدة مؤسسات إعلامية وطنية ودولية، من بينها “ماروك سوار”، ومجلة “نساء من المغرب”، و”الإكسبريس” الفرنسية، مما أتاح لها الاطلاع على تجارب إعلامية متنوعة.
ويرى متتبعون أن هذا التعيين جاء ليضخ دماء جديدة في السفارة المغربية بالدانمارك، بعد إعلان الأخيرة مؤخرا عن دعمها لمغربية الصحراء، وهو ما يجعل تعيين العيادي في هذا المنصب الدبلوماسي حدثا له أهمية كبرى في تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب والدنمارك، وفي الدفاع عن المصالح الوطنية المغربية في هذه المرحلة المفصلية.
كما يأتي تعيين الزميلة العيادي بعد تعيين الزميلة الصحافية بالقناة الثانية سميرة سيطايل، التي ساهمت بقوة في الاعتراف الأخير لفرنسا بمغربية الصحراء، وأبانت عن قوتها في التصدي لخصوم الوحدة الترابية في فرنسا. وهذا يعكس قوة الزميلات الصحفيات في الدفاع عن الوطن، ويبرز حسن ظن وثقة جلالة الملك في الكفاءات النسائية المغربية.
إن تعيين العيادي سفيرة للمملكة ليس مجرد تكريم لمسارها الإعلامي، بل هو أيضا اعتراف بدورها الريادي كقيادية في حزب الأصالة والمعاصرة، وكمناضلة سياسية أثبتت كفاءتها وقدرتها على تمثيل المغرب بجدارة في الساحة الدولية. هذا التعيين يعكس ثقة جلالة الملك في النساء المغربيات وفي كفاءتهن العالية لخدمة الوطن في مختلف المحافل.
المغرب يواصل، من خلال هذا التعيين، تعزيز دبلوماسيته الناجحة بإدماج كفاءات ذات تجارب متميزة في الإعلام والسياسة، وهو ما يؤكد الرؤية الملكية الحكيمة في اختيار الأطر القادرة على تعزيز حضور المغرب في الساحة الدولية.