تداولت مصادر متطابقة أنباء عن اعتقال جابر الغديوي، أحد القادة الرئيسيين لما يسمى بـ”الحزب الوطني الريفي” المدعوم من المخابرات الجزائرية، في ألمانيا. تأتي هذه التطورات على خلفية مجموعة من الشكايات التي وُجهت ضده، تتعلق بتورطه في أعمال ذات طابع تحريضي، والدعوة إلى العنف ضد المغرب، فضلاً عن شبهات تتعلق بغسل الأموال والارتباط بجهات استخباراتية خارجية.
في المقابل، ظهرت تقارير أخرى تفيد بأن الغديوي قد تمكن من الهروب نحو الجزائر، مستفيداً من علاقاته الوطيدة بالنظام الجزائري، الذي وفر له الحماية والدعم منذ سنوات. تشير هذه التقارير إلى احتمال تسهيل خروجه عبر شبكة علاقات سرية لتفادي الاعتقال والمحاكمة في ألمانيا، حيث كان يتخذ من مدينة دوسلدورف قاعدة لنشاطاته.
الغديوي، المعروف بولائه للمخابرات الجزائرية، يعد شخصية محورية في مشاريعها العدائية ضد المغرب، حيث لعب دوراً بارزاً في تأسيس “الحزب الوطني الريفي” في فرنسا بتنسيق مع الأجهزة الاستخباراتية الجزائرية. يُتهم الغديوي بالدعوة إلى حمل السلاح ضد المغرب، والترويج لنزعة انفصالية في منطقة الريف، وهو ما أثار استياء الجالية المغربية في أوروبا التي رفضت هذا التوجه الانفصالي.
من جهة أخرى، لم يصدر أي تأكيد رسمي من السلطات الألمانية أو الجزائرية حول مصير الغديوي حتى الآن. يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن السلطات الألمانية من تقديمه للمحاكمة إذا تأكد اعتقاله، أم أن الجزائر ستوفر له ملاذاً آمناً لمواصلة أنشطته؟