في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس، أعاد جيرار لارشيه، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، تأكيد دعم بلاده لموقف المغرب بشأن الصحراء المغربية، معربا عن رغبته في تطوير الشراكة مع المملكة نحو القارة الإفريقية، خاصة في ظل ظروف دولية “مضطربة”.
جاء ذلك خلال زيارة رسمية شملت لقاءات مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ووزير الخارجية ناصر بوريطة، بالإضافة إلى مسؤولين برلمانيين مغاربة، في مقدمتهم مصطفى بايتاس، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، ومحمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين.
وتأتي هذه الزيارة، التي شملت توقفا في مدينة العيون بالصحراء المغربية، استكمالا لما أعلنته فرنسا في 30 يوليو 2024 باعتبار الصحراء المغربية جزءا من السيادة المغربية.
وخلال جولته، اطلع لارشيه على مشاريع التنمية بالمنطقة، وزار المستشفى الجامعي الجديد، كما أدى زيارة لضريح الملك الراحل محمد الخامس في الرباط، وأكد أن “الحاضر والمستقبل في الأقاليم الجنوبية لا يبنى إلا في إطار السيادة المغربية”، مشيرا إلى أن موقف فرنسا يعكس رؤية جمهورية تتجاوز الحكومات المؤقتة.
وناقش الجانبان تعزيز التعاون البرلماني كأداة لدفع الشراكة في مجالات التجارة، والثقافة، والأمن، والطاقة، ومكافحة ندرة المياه، حيث يجري البلدان 47 مشروعا مشتركا، من جهته، شدد أخنوش على العزم المغربي للتعاون مع فرنسا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية، فيما وصف لارشيه زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى المغرب بأنها “نقطة تحول” في العلاقات.
ولم يخف مجلس الشيوخ الفرنسي أن الزيارة تهدف إلى ترجمة الموقف الفرنسي الداعم لمغربية الصحراء، في ظل تصاعد التوتر مع الجزائر. وأكد لارشيه أن “وحدة المغرب لا تتجزأ، كما هو حال الجمهورية الفرنسية”، معتبرا أن الدبلوماسية البرلمانية ركيزة أساسية لتعزيز هذه الشراكة الاستثنائية.
هكذا، تواصل باريس والرباط فتح صفحة جديدة في تعاونهما، مستندتين إلى إرث تاريخي ورهانات مستقبلية تهدف إلى ترسيخ دور مشترك في إفريقيا والعالم.